كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ذكر ما وقع في السنة الثانية من الهجرة من الحوادث - فصل في ذكر غزوة بني سليم سنة ثنتين من الهجرة النبوية - ج: 4 - ص: 158

وقد قال الأمويّ في "مغازيه" (١): سمعت أبي، ثنا (٢) سليمان بن أرقم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه ﷺ عفا عن شعر الجاهليّة.

قال سليمان: فذكر ذلك للزّهريّ فقال: عفا عنه إلّا قصيدتين؛ كلمة أميّة التي ذكر فيها أهل بدرٍ، وكلمة الأعشى التي يذكر فيها الأحوص.

وهذا حديثٌ غريب، وسليمان بن أرقم هذا متروكٌ (٣)، واللَّه أعلم.

فصل في ذكر غزوة بني سُلَيمٍ سنة ثنتين من الهجرة النبويّة

قال ابن إسحاق (٤): وكان فراغ رسول اللَّه ﷺ من بدرٍ في عَقِيْب (٥) شهر رمضان، أو في شوالٍ، ولمّا قدم المدينة لم يقم بها إلّا سبع ليالٍ حتى غزا بنفسه يريد بني سليمٍ.

قال ابن هشامٍ (٦): واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاريّ، أو ابن أمّ مكتومٍ الأعمى.

قال ابن إسحاق (٧): فبلغ ماءً من مياههم يقال له: الكُدْر، فأقام عليه ثلاث ليالي، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كَيْدًا، فأقام بها بقيّة شوالٍ وذا القعدة، وأفدى في إقامته تلك جُلّ تلك (٨) الأسارى من قريشٍ.

فصل غزوهّ السّويق في ذي الحجّة منها، وهي غزوة قرقرة الكُدْر (٩)

قال السّهيليّ (١٠): والقَرقرة: الأرض الملساء، والكُدْر: طيرٌ في ألوانها كدرةٌ.

---

(١) وذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ١١٠٥).
(٢) في (ط): "حدثنا".
(٣) وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "ضعيف". انظر "تحرير تقريب التهذيب" (٢/ ٦٣).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن إسحاق ص (٢٩٠) و"السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٣) طبع دار ابن كثير.
(٥) في (ط): "عقب".
(٦) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٣).
(٧) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٣).
(٨) لفظ "تلك" الثاني هذا لم يرد في (ط) و"السيرة النبوية" لابن هشام.
(٩) مكان هذا العنوان في (ط): "فصل غزوة بني سليم سنة اثنتين من الهجرة" وهو السابق لهذا في (أ) كما هو مثبت.
(١٠) انظر "الروض الأنف" (٥/ ٤٠٤).