للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصفون له ما يرطّب بدنه، فيستعمل ضدَّ ذلك حتى سقطت قوته، وقد ذكرنا كيفية وفاته في ترجمته آنفًا.

بدر غلام المعتضد ورأس الجيش (١): كان القاسم بن عبيد اللّه الوزير قد عزم في حياة المعتضد على أن يصرف الخلافة عن أولاد المعتضد، وفاوض في ذلك بدرًا هذا، فامتنع عليه وأبى إِلَّا البيعة لأولاد مولاه. فلمَّا ولي المكتفي خاف الوزير من غائلة ما كان أسرَّ به إلى بدر، فعمل عليه في الباطن عند المكتفي، ولم يزل حتى احتاط الخليفة على حواصله وأمواله وهو بواسط، ثم بعث إليه بالأمان، فقدم، فأمر الوزير مَنْ قتله، فقتل يوم الجمعة لستٍّ خلون من رمضان من هذه السنة، وحمل رأسه، وبقيت جثته فأخذها أهله، ثم بعثوها في تابوت إلى مكة، فدفن بها، وذلك أنَّه أوصى بذلك، وكان قد أعتق كلَّ مملوك له قبل وفاته. وحين أريد قتله صلَّى ركعتين دته ﷿، ثم قتلوه.

الحسين بن محمد (٢): ابن عبد الرحمن بن الفَهْم بن مُحْرز بن إبراهيم، أبو علي، الحافظ البغدادي.

سمع خَلَف بن هشام، ويحيى بن مَعين، ومحمد بن سَعد، وغيرهم.

وعنه: الخُطَبيّ، والطُّوماري. وكان عِسرًا في التحديث إِلَّا لمن لازمه، وكانت له معرفة جيدة بالأخبار والنسب والشعر وأسماء الرجال، يميل إلى مذهب العراقيين في الفقه. مات عن ثمان وسبعين سنة. وقد قال الدَّارقُطني (٣): ليس بالقوي.

عمارة بن وثيمة بن موسى، أبو رفاعة الفارسي (٤)، صاحب "التاريخ" على السنين، وقد ولد بمصر، وحدث عن أبي صالح كاتب الليث؛ وغيره.

عمرو بن الليث الصَّفَّا (٥)، أحد الأمراء الكبار، قُتِلَ في السجن أوّل ما قدِمَ المكتفي بغداد.

[ثمَّ دخلت] سنة تسعين ومئتين من الهجرة النبوية

فيها: أقبل يحيى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه، أبو القاسم القرمطيّ، المعروف بالشيخ، في جحافل من القرامطة، فعاث بناحية الرَّقَّة فسادًا، فجهز إليه الخليفة جيشًا كثيفًا في نحو عشرة آلاف فارس.


(١) تاريخ الطبري (١٠/ ٨٩)، والمنتظم (٦/ ٣٤)، والكامل لابن الأثير (٧/ ٥١٧).
(٢) تاريخ بغداد (٨/ ٩٢)، المنتظم (٦/ ٣٦)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٢٧)، طبقات الحفاظ (٢٩٥)، شذرات الذهب (٢/ ٢٠١).
(٣) سؤالات الحاكم للدارقطني (٨٥)، وتاريخ بغداد (٨/ ٩٢).
(٤) المنتظم (٦/ ٣٧).
(٥) تاريخ الطبري (١٠/ ٨٨)، والكامل لابن الأثير (٧/ ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>