للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الدارميّ، وحَكَى عنه أنه قال: الناسُ لا يرفعون هذا الحديث. قال الترمذيّ: إنّما يُرْوَى عن أبي الدرداء قولَه (١).

ذكر طعام أهل النَّار [وشرابهم]

قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ [الغاشية: ٦ - ٧]، والضريعُ: شوكٌ بأرض الحِجَاز، يقال له: الشِّبْرِق.

وفي حديث الضحَّاك، عن ابن عبَّاس مرفوعاً: "الضَّريعُ شيءٌ يكون في النار، يقالُ: يُشْبِهُ الشَّوْكَ، أمَرُّ من الصَّبر، وأنْتن من الْجيفَةِ، وأشدُّ حرّاً من النار، إذا طَعِمهُ صاحِبُه لا يَدْخُلُ البَطْنَ، ولا يَرْتَفعُ إلى الفم، فيَبْقَى بَيْن ذلك، لا يُسمن ولا يُغْني من جُوعٍ" وهذا حديث غريب جدّاً.

وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا﴾ [المزمل: ١٢ - ١٣]. وقال تعالى: ﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [إبراهم: ١٥ - ١٧]. وقال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الواقعة: ٥١ - ٥٦].

وقال تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الصافات: ٦٢ - ٦٧].

وقال عبد الله بن المبارك: حدّثنا صَفْوانُ بنُ عَمْرٍو، عن عبد الله بن بُسْر اليَحْصُبيّ، عن أبي أُمَامَةَ، عن رسول الله ، في قول الله تعالى: ﴿وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾ قال: " يُقَرَّبُ إليه فيتكَرَّهُهُ، فإذا أُدْني منه شَوَى وَجْهَهُ، ووقعت فَرْوةُ رأسه فيه، فإذا شَرِبهُ قَطَّعَ أمعاءه، حتَّى يخرُج من دُبُرِهِ، قال الله تعالى: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ ويقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: ٢٩] ". ورواه الترمذي عن سُوَيْد بن نَصْر، عن المبارك، به نحوه، وقال: غريب (٢).

وفي حديث أبي داود الطيالسي، عن شُعْبَة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: أنَّ رسول الله تلا هذه الآية: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران: ١٠٢] قال: " لوْ أنَّ قطْرةً منَ


(١) رواه الترمذي (٢٥٨٦) وإسناده ضعيف في المرفوع.
(٢) أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (٣١٤ - زوائد نعيم) والترمذي رقم (٢٥٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>