للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبي سلمة، عن جابرٍ قال: أقبلنا مع رسول اللَّه حتى إذا كنا بذات الرّقاع، وكنا إذا أتينا على شجرةٍ ظليلةٍ تركناها لرسول اللَّه ، فجاءه رجل من المشركين وسيف رسول اللَّه معلّقٌ بشجرةٍ، فأخذ سيف رسول اللَّه فاخترطه، وقال لرسول اللَّه : تخافني؟ قال: "لا" قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "اللَّه يمنعني منك". قال: فتهدّده أصحاب رسول اللَّه ، فأغمد السيف وعلّقه. قال: ونودي بالصلاة، فصلّى بطائفةٍ ركعتين، ثم تأخّروا وصلّى بالطائفة الأخرى ركعتين. قال: فكانت لرسول اللَّه أربع ركعاتٍ وللقوم ركعتان.

وقد علّقه البخاريّ (١) بصيغة الجزم، عن أبانٍ به.

قال البخاريّ: وقال مسدّدٌ، عن أبي عوانة، عن أبي بشرٍ: إنّ اسم الرجل غورث بن الحارث.

وأسند البيهقيّ (٢)، من طريق أبي عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سليمان بن قيسٍ، عن جابرٍ قال: قاتل رسول اللَّه محارب خصفة بنخلٍ، فرأوا من المسلمين غِرّةً، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث.

حتى قام على رأس رسول اللَّه بالسيف وقال: من يمنعك مني؟ قال: "اللَّه". فسقط السيف من يده، فأخذ رسول اللَّه السيف وقال: "من يمنعك مني؟ ". فقال: كن خير آخذٍ. قال: "تشهد أن لا إله إلا اللَّه؟ ".

قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أُقاتلك ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك. فخلّى سبيله، فأتى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس. ثم ذكر صلاة الخوف، وأنه صلّى أربع ركعاتٍ، بكلّ طائفةٍ ركعتين. وقد أورد البيهقيّ هنا طرق صلاة الخوف بذات الرّقاع، عن صالح بن خوّات بن جبيرٍ، عن سهل بن أبي حثمة، وحديث الزهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه في صلاة الخوف بنجدٍ، وموضع ذلك كتاب "الأحكام" واللَّه تعالى أعلم.

قصة الذي أُصيبت امرأته في هذه الغزوة

قال محمد بن إسحاق (٣): حدّثني عمّي صدقة بن يسارٍ (٤)، عن عقيل بن جابرٍ، عن جابر بن


(١) رقم (٤١٣٦).
(٢) في "دلائل النبوة" (٣/ ٣٧٥).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٠٨).
(٤) قال أبو ذر الخشني: ذِكر "عمي" في هذا الحديث خطأ، وصدقة هذا جزري سكن بمكة. وليس بعم محمد بن إسحاق. انظر "شرح غريب السيرة" (٢/ ١٩١).