للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكِن ائتُوا نُوحًا رَأْسَ النبيِّين، فيأتونه، فيقولون: يا نوح، اشفعْ لنا إلى ربّك فليقض بيننا، فيقول: إني لَسْتُ هُناكُمْ، ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ اللَّه ﷿" قال: "فيأتونه، فيقولون: يا إبراهيم اشفع لنا إلى رَبّك، فليقض بيننا، فيقول: إنّي لست هناكم، ولكن ائتوا موسى الذي اصطفاه اللَّه ﷿ برسالاته، وبكلامه" قال: "فيأتونه، فيقولون: يا موسى، اشفع لنا إلى ربك ﷿ فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا عيسى رُوحَ اللَّهِ وكَلِمَتَه، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، اشفع لنا إلى ربّك فليقض بيننا، فيقول: إنّي لست هناكم ولكن ائتوا محمَّدًا فإنَّه خاتم النبيين وإنّه قد حضر اليوم وهو قد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ويقول عيسى: أرأيتُمْ لو كان متاعٌ في وِعَاءٍ قد خُتِمَ عليه، هل كان يُقْدَرُ على ما في ذلك الوعاء حتى يُفَضَّ الخاتم؟ فيقولون: لا، قال: فإنّ محمَّدًا خاتمُ النبيين". قال رسول اللَّه : "فيأتوني، فيقولون: يا محمد، اشفعْ لنا إلى رَبِّك، فلْيَقْضِ بيننا، فأقول: نعم، فآتي باب الْجنَّة، فآخذُ بحَلْقَةِ الباب، فأسْتَفْتِح، فيقال: منْ أنْتَ؟ فأقولُ: محمد، فيُفْتَحُ لي، فأخِرُّ ساجدًا، فأحمد رَبّي ﷿ بمَحامِدَ لم يَحْمَدْهُ بها أحد كان قبْلي، ولا يَحْمدُه بها أحدٌ كان بعدي، فيقول: ارفع رأْسَك، وقُلْ يُسْمعْ منْكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقول: أيْ رَبِّ أمَّتي، أمَّتي، فيقال: أخْرِجْ منْ كان في قلبه مثقالُ شعيرةٍ من إيمان" قال: " [فأُخرجُهم، ثم أخِرُّ ساجدًا. . . " فذكر مثل ذلك "فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال بُرَّةٍ من إيمان، قال: "فأخرجهم، ثم أخِرُّ ساجدًا. . . " فذكر مثل ذلك "فيقال: أخرج من كان في قلبه مِثقالُ ذرَةٍ من إيمان" قال:] "فأخرجهم". وقد رواه البخاري ومسلم، من حديث سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة، عن أنس، نحوَه (١).

[رواية أبي هريرة ]

قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا أبو حيّان، حدّثنا أبو زُرْعَة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: أُتيَ رسولُ اللَّه بلحم، فرُفع إليه الذراع، وكانت تُعْجبُه، فنَهَسَ منْهَا نَهْسَة، ثم قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون ممَّ ذلك؟ يجمع اللَّه الأوَّلين والآخرين في صعيد واحدٍ، يُسْمِعُهم الداعي، ويَنفُذُهم البَصَر، وتدنو الشمس، فيَبْلُغ النَّاسَ من الغَمِّ، والكرب ما لا يطيقون، ولا يحتملون، فيقول بعضُ الناس لبعض: ألا تَرَونَ ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تَنْظرون من يشفع لكم إلى ربِّكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدمُ، فيأتون آدم فيقولون: يا آدمُ، أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيكَ من رُوحه، وأمر الملائكة فسَجَدُوا


(١) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٤٧ - ٢٤٨) والبخاري رقم (٤٤٧٦) ومسلم رقم (١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>