كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

٣ - تاريخ الإسلام - ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وأربعمئة - ج: 13 - ص: 227

هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد بن المُجْلي (١) أبو نصر.

جمع خطبًا ووعظًا، وسمع الحديث على خلق من المشايخ، وتوفي شابًا قبل أوان الرواية، ﵀.

أبو بكر بن عمر أمير الملثّمين (٢).

كان في أرض غانة (٣) اتفق له من الناموس ما لم يتفق لغيره من الملوك، وكان يركب معه إذا سار لقتال العدوّ خمسمئة ألف مقاتل، كلّ يعتقد طاعته، وكان يقيم الحدود، ويحفظ محارم الإسلام [ويحوط الدين] ويسير في الناس سيرة شرعية مع صحّة معتقده [ودينه] وموالاة الدولة العباسية، أصابته نشَّابة في بعض حروبه، فجاءته في حلقه فقتلته في هذه السنة.

فاطمة بنت علي المؤدِّبة الكاتبة (٤) وتُعرف ببنت الأقرع.

سمعت الحديث من أبي عمر بن مَهدي وغيره، وكانت تكتب الخطّ المنسوب على طريقة ابن البواب (٥)، ويكتب الناس عليها، وبخطّها كانت الهدنة من الديوان إلى ملك الروم، وكتبت مرة إلى عميد الملك الكُنْدُري رقعة فأعطاها ألف دينار، توفيت في [المحرم] ببغداد في هذه السنة ودفنت بباب أبرز.

[ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وأربعمئة]

فيها: كانت فتن عظيمة ببغداد بين الروافض والسنّة، وجرت خطوب كثيرة.

وفي [ربيع الأول] أخرجت الأتراك من حريم الخلافة، وهذا فيه قوة للخلافة.

وفيها: ملك مسعود بن الملك المؤيد بن إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سُبُكْتِكِين بلاد غزنة بعد أبيه.

---

(١) المنتظم (٩/ ٤٣)، توضيح المشتبه (٨/ ٥٩)، شذرات الذهب (٣/ ٣٩٢)، مع من توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمئة.
(٢) المنتظم (٩/ ٤٣)، الكامل في التاريخ (٩/ ٦١٨ - ٦٢٢)، وفيات الأعيان (٧/ ١١٣)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٢٥) وفيه وفاته سنة اثنتين وستين وأربعمئة، وإنما تابع المؤلف ابن الجوزي في المنتظم.
(٣) في (ط): "فرغانة" وهو غلط فاحش، والصواب ما أثبتناه، وهي بلد معروف بإفريقية. (بشار).
(٤) المنتظم (٩/ ٤٠)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٦٣)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٨٠) وفيها اسمها: بنت الحسن بن علي البغدادي، وإنما تابع المؤلف ابن الجوزي، وهو كثير الأوهام.
(٥) هو علي بن هلال بن البواب، تعانى الكتابة، ففاق الأولين والآخرين فيها. وردت ترجمته مع وفيات سنة ٤١٣.