للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلمه [بضجر من معه من المقاتلة والأعوان] (١) فوقعت الهدنة على سبعة أشهر، ومقصود السلطان أن تستريح (٢) الجيوش من تعبها وتجم النفوس من نصبها، وأرسل السلطان إِليه من تَسلَّم منه الأسارى، وقد ولت (٣) دولة النصارى، ثم سار السلطان، فسأله ولده الظاهر أن يجتاز بحلب، فأجابه إِلى ما طلب (٤) فنزل بقلعتها ثلاث ليال (٥)، فاستقدمه ابن أخيه تقي الدين إِليه إِلى حماة فنزل بقلعتها (٦) ليلة واحدة كانت من أكبر مقاصده ومناه، وأقطعه تلك اللية (٧) جبَلة واللاذقية، ثم سار فنزل بقلعة بعلبك، ودخل إِلى حمَّامها، ثم عاد إِلى دمشق مؤيدًا منصورًا مسرورًا محبورًا، وذلك في أوائل رمضان وكان يومًا مشهودًا ومقدمًا محمودًا.

فتح الكرك على يدي المسلمين (٨)

وجاءته البشارة (٩) بفتح الكرك على المسلمين الذين كانوا محاصرين أراح اللّه منهمِ تلك الناحية، وسهَّل حَزْنَها على السالكين من التجار والغزاة والحجاج والمعتمرين ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ٤٥].

[فصل في صفة فتح صفد وحصن كوكب]

لم يقم (١٠) السلطان بدمشق إِلا أيامًا معدودة حتى خرج بجيشه قاصدًا بلاد صفد فنازلها في العشر الأوسط من رمضان، وحاصرها بالمنجنيقات (١١) والشجعان، وكان البرد شديدًا ويصبح الماء فيه جليدًا، فما زال حتى فتحها صلحًا في ثامن شوال، وللّه الحمد على كل حال، ثم راح (١٢) إِلى صور


(١) ط: بتضجر من معه من الجيثى.
(٢) ط: يستريح.
(٣) ط: ذلت.
(٤) ط: إِلى ذلك.
(٥) ط: ثلاثة أيام ثم استقدمه.
(٦) ط: عنده.
(٧) عن أ وحدها.
(٨) ط: البشائر.
(٩) ط: وإِنقاذه من أيدي الفرنج.
(١٠) أ: يتم.
(١١) ط: بالمجانيق، ب: بالمنجنيق.
(١٢) ط: سار.

<<  <  ج: ص:  >  >>