للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صنَّف الحافظ أبو عمر بن عبد البَرّ مصنَّفًا في مناتبه، رحمه الله تعالى.

أبو الحسن علي بن أحمد (١) بن المَرْزُبان البغدادي الفقيه الشَّافعي: تفقه بأبي الحسين بن القَطَّان، وأخذ عنه الشيخ أبو حامد الإسْفراييني.

قال ابن خلَّكان: وكان ورعًا زاهدًا ليس لأحدٍ عنده مَظْلمة، وله وجه في المذهب، وكان له دَرْسٌ ببغداد، وتوفي في رجب من هذه السنة (٢).

[ثم دخلت سنة سبع وستين وثلاثمئة]

في هذه السنة دخل عضد الدولة إلى بغداد، وخرج منها عِزُّ الدولة بَخْتيار بن معز الدولة، واتبعه عضد الدولة ليقاتله، وأخذ معه الخليفة الطائع، فاستعفاه الخليفة من الخروج فأعفاه، وسار عضد الدولة وراءه، فأخذه أسيرًا، ثم قتل سريعًا وتصرَّمت دولته. واستقرَّ أمر عضد الدولة ببغداد، وخلع عليه الخليفة الخِلَع السَّنية والأسْوِرَة في يديه والطوق في عنقه، وأعطاه لواءين أحدهما فضَّة والآخر من ذهب، ولم يكن هذا الثاني يصنعه إلا لأولياء العهد، وأرسل إليه الخليفة بتُحَفٍ سنية، وبعث عضد الدولة [إلى الخليفة] (٣) بأموالٍ جزيلة من الذَّهب والفِضَّة، واستقرت يده على بغداد وما والاها من البلاد.

وزلزلت الأرض (٤) مرارًا في هذه السنة.

وزادت دِجْلة زيادةً كثيرة وانتقضت بيوت كثيرة في البلد، وغرق خَلْقٌ كئير وجمٌّ غفير.

وقيل لعضد الدولة: إن أهل بغداد قد قَلُّوا كثيرًا بسبب الطَّاعون، وما وقع بينهم من الفِتَن بسبب الرَّفْض والسُّنَّة، وأصابهم حَريق [عظيم] (٥) وغَرَقٌ، فقال: إنما يهيج [الشر] (٥) بين النَّاس في السُّنَّة والرَّفض هؤلاء القُصَّاص والوعاظ. ثم رسم أن أحدًا لا يقصُّ ولا يعظ في سائر بغداد، ولا يسأل سائل باسم أحد من الصَّحابة، وإنما يقرأ السَّائل القرآن، فمن أعطاه أخذ منه. فعمل بذلك في البلد، ثم بلغه


(١) تاريخ بغداد (١١/ ٣٢٥) وفيات الأعيان (٣/ ٢٨١) سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢٤٦) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٣٤٦) شذرات الذهب (٣/ ٥٦).
(٢) وفيات الأعيان (٣/ ٢٨١).
(٣) ما بين حاصرتين من (ط).
(٤) في (ط): بغداد، وهو تحريف، وقد ذكر ابن الجوزي في المنتظم (٧/ ٨٧) زلزلة بسيراف، وذكر ابن الأثير في الكامل (٨/ ٦٩٣ - ٦٩٤) زلزلة في إفريقية.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>