للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ سالم البرقي [البدوي] صاحب الرباط بالقرافة الصغرى، كان صالحًا متعبدًا يُقْصَد للزيارة والتبرك بدعائه، وله اليوم أصحابٌ معروفون على طريقته (١).

[ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وستمئة]

فيها: اطلع السلطان على ثلاثة عشر أميرًا [من المصريين]، منهم قجقار (٢) الحموي، وقد كانوا (٣) كاتبوا التتر يدعونهم إلى بلاد المسلمين، وأنهم معهم على السلطان، فاخذوا فأقروا بذلك، وجاءت كتبهم مع البريدية وكان (٤) آخر العهد بهم. وفيها أقبل السلطان بالعساكر فدخل بلاد سيس (٥) يوم الإثنين الحادي والعشرين من رمضان، فقتلوا خلقا لا يعلمهم إلا اللّه وغنموا شيئًا كثيرًا من الأبقار والأغنام والأثقال والدواب والأنعام، فبيع (٦) ذلك بارخص ثمن، ثم عاد فدخل دمشق مؤيدًا منصورًا في شهر ذي الحجة فأقام بها حتى دخلت (٧) السنة.

وفيها: ثار على أهل الموصل رملٌ حتى عمَّ الأفق وخرجوا من دورهم يبتهلون إلى الله حتى كشف ذلك عنهم، واللّه تعالى أعلم.

[ومن توفي فيها من الأعيان]

ابن عطاء الحنفي (٨) قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد اللّه بن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي، ولد سنة خمس وتسعين وخمسمئة، سمع الحديث وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وناب في الحكم عن الشافعي مدةً، ثم استقل بقضاء الحنفية أول ما ولي القضاة (٩) من المذاهب الأربعة، ولما وقعت الحوطة على أملاك الناس أراد


(١) ط: على طريقة.
(٢) ذيل المرآة (٩/ ٨٧).
(٣) عن ط وحدها.
(٤) أ، ب: فكان.
(٥) بعدها في أ، ب: من ناحية الدربندات فملكها وملك إياس والمصيصة وأذنة وكان دخوله سيس.
(٦) أ، ب: فأبيع.
(٧) أ: حتى انقضت السنة، وفي ب: حتى مضت.
(٨) ترجمة - ابن عطاء الحنفي - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٩٥ - ٩٦) والإعلام بوفيات الأعلام (٢٨١) والعبر (٥/ ٣٠١) والإشارة (٣٦٦) والوافي بالوفيات (١٨/ ٥٨٢) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٤٦ - ٢٤٧) ومرآة الجنان (٤/ ١٧٣) والجواهر المضية (٢/ ٣٣٦ - ٣٣٩) والدارس (١/ ٤٤٢ - ٤٤٣ و ٥١٢) وتاريخ الصالحية (١٥١) وشذرات الذهب (٧/ ٥٩٢).
(٩) أ، ب: أول ما وليت القضاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>