للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنحوه، وهذا إسناد لا بأس به، وقد تفرد به أحمد، وتقدم له شاهد في حديث أبي أمامةَ الطَّويلِ، وفي حديث عائشة بعده شاهدٌ له من وجه آخر أيضًا، واللَّه أعلم (١).

وقال أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شَهْر، حدثتني أسماءُ: أنّ رسول اللَّه قال في حديث: "فَمنْ حَضَر مَجْلسي، وسَمِع قَوْلِي، فلْيُبَلِّغ الشاهدُ منكُم الغَائبَ، واعلموا أن اللَّه ﷿ صحيح ليس بأعور، وأنّ الدجّال أعورُ، ممسوحُ العَيْن، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كلّ مؤمن، كاتب وغير كاتب". وسيأتي عن أسماء بنت عُمَيْسٍ نحوُه، والمحفوظ هذا، واللَّه أعلم (٢).

[حديث عائشة ]

قال الإمام أحمد: حدثنا عبدُ الصمد، حدّثنا حمّاد، حدّثنا عليّ بن زيد، عن الحسن، عن عائشة: أن رسول اللَّه ذكر جَهْدًا يكون بين يدي الدجّال، فقالوا: أيُّ المال خَيْرٌ يومئذ؟ قال: "غلامٌ شديدٌ يَسْقِي أهْلَهُ الماءَ، وأمّا الطعامُ فَليْسَ" قالوا: فما طعامُ المؤمنين يومئذ؟ قال: "التسبيحُ والتكبير، والتحميد، والتهليل" قالت عائشة: فأينَ العربُ يومَئذ؟ قال: "العربُ يومئذ قليل". تفردّ بإسناده أحمد، وإسناده صحيح، فيه غرابة، وتقدّم في حديث أسماء، وأبي أمامة شاهدٌ له، واللَّه أعلم (٣).

[طريق أخرى عنها]

قال أحمد: حدّثنا سُليمانُ بن داود، حدّثنا حَرْب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كَثِير، حدّثني الحضرمي بن لاحق، أن ذَكْوانَ أبا صالح أخبره أن عائشةَ أخبرَتْهُ، قالت: دخَل عليّ رسولُ اللَّه وأنا أبكي، فقال: "ما يُبكيكِ؟ " قلت: يا رسول اللَّه، ذكرتُ الدجّال، فبكيت، فقال رسول اللَّه : "إنْ يَخْرج الدجّال وأنا حَيٌّ كفيْتكُموهُ، وإنْ يخْرُج الدجال بعدي فإنّ رَبّكم ﷿ ليس بأعور، إنّه يخرج في يَهُودِيّةِ أصْبهانَ، حتى يأتيَ المَدينَة، فينزلَ ناحيتَها، ولها يومئذ سَبْعَةُ أبواب، على كل نَقْبٍ منها ملَكان، فيخرُج إليه شِرارُ أهلها، حتى يأتيَ الشام، مدينة بِفلسْطِينَ ببَابِ لُدّ، فينزلُ عيسى ابنُ مَرْيمَ فيقتله، ثم يمكثُ عيسى في الأرض أربعين سنة إمامًا عادلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا". تفرّد به أحمد (٤).


(١) رواه أحمد في المسند (٦/ ٤٥٥ - ٤٥٦ و ٤٥٣) أقول: وفي سنده شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، ولكن للحديث شواهد كما ذكر المصنف، انظر صفحة (٨٦) و (١٠١).
(٢) رواه أحمد في المسند (٦/ ٤٥٦) أقول: وفي إسناده ضعف.
(٣) رواه أحمد في المسند (٦/ ٧٦) أقول: وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف وفيه عنعنة الحسن، لكن للحديث شواهد كما ذكر المصنف.
(٤) رواه أحمد في المسند (٦/ ٧٥) وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>