للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجله، فلما بسط رجله ومسح رسول الله ، ذهب ما كان بها من بأس في الماضي، ولم يبق بها وجع يتوقَّع حصوله في المستقبل، جمعًا بين هذه الرواية والتي تقدَّمت، والله أعلم.

هذا وقد ذكر موسى بن عقبة في "مغازيه" (١) مثل سياق محمد بن إسحاق، وسمَّى الجماعة الذين ذهبوا إليه كما ذكره ابن إسحاق، وإبراهيم، وأبو عُبيد.

ثم قال: قال الزَّهريُّ: قال ابن كعب (٢): فقدموا على رسول الله وهو على المنبر، فقال: "أفلحت الوجوه" قالوا: أفلح وجهك يا رسول الله، قال: "أفتكتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "ناولني السّيف" فسلَّه فقال: "أجل هذا طعامه في ذُباب السيف".

* * *

مقتل خالد بن سُفْيَان بن نُبَيح الهُذَلي (٣)

ذكره الحافظ البيهقيُّ في "الدلائل" (٤) تِلو مقتل أبي رافع.

قال الإمام أحمد (٥): ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدَّثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أُنيس، عن أبيه قال: دعاني رسول الله فقال: "إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نُبيح الهُذَليَّ يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بعُرَنَه (٦) فأْته فاقتله". قال: قلت: يا رسول الله، انعته لي حتى أعرفه. قال: "إذا رأيته وجدت له قُشعريرة". قال: فخرجت متوشِّحًا سيفي حتى وقعت عليه، وهو بعُرَنَةَ مع ظُعُنٍ يرتاد لهنّ منزلًا، حين (٧) كان وقت العصر، فلمَّا رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القُشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصلَّيت وأنا أمشي نحوه؛ أومئ برأسي للركوع والسجود، فلمَّا انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لذلك. قال: أجل، إنّا في ذلك. قال: فمشَيت معه شيئًا، حتى إذ أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكبَّات عليه، فلمَّا قدمت على رسول الله فرآني قال: "أفلح الوجه". قال: قلت: قتلته يا رسول الله.


(١) انظر "دلائل النبوة" للبيهقي (٤/ ٣٨).
(٢) في (آ) و (ط): "أُبي بن كعب".
(٣) انظر "زاد المعاد" لابن القيم (٣/ ٢١٨).
(٤) انظر "دلائل النبوة" (٤/ ٤٠).
(٥) رواه أحمد في "المسند" (٣/ ٤٩٦)، وفي إسناده ضعف.
(٦) قال ياقوت: عُرَنَةُ: بوزن هُمزة وضُحكة وهو الذي يضحك من الناس فيكون في القياس الكير … واد بحذاء عرفات، … وقيل مسجد عرفة والمسيل كله. عن "معجم البلدان" (٤/ ١١١).
(٧) في (آ) و (ط): "وحين" والتصحيح من "دلائل النبوة" للبيهقي مصدر المؤلف.