للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي ليلة الأربعاء رابع عشري شوال، وقد جاوز التسعين سنة، ودُفن بداره، وكان قد وقفها على شيخ وعشرة صبيان يسمعون القرآن ويحفظونه، ووقف عليها أملاكه كلَّها، تقبَّل اللَّه منه ورحمه.

ودرَّس بعده بالمستنصرية قاضي القضاة قُطْب الدِّين.

الشَّيخ الصالح العالم التاجر البار: شمس الدين محمد (١) بن داود بن محمد بن يَسَاب (٢)، السلامي البغدادي، أحد ذوي اليسار، وله برٌّ تام بأهل العلم، [ولاسيما أصحاب الشيخ تقي الدين] (٣)، وقد وقف كتبًا كثيرة، وحجَّ مرات، وتوفي ليلة الجمعة (٤) رابع عشري ذي القعدة بعد وفاة الشيخ تقي الدين بأربعة أيام، وصلّي عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بباب الصغير وأكرم مثواه.

وفي هذه الليلة توفيت الوالدة مَرْيم (٥) بنت فرج بن مفرج علي من قرية كان الوالد خطيبَها، وهي مُجَيْدل القرية سنة ثلاث وسبعين وستمئة، وصُلّي عليها بعد الجمعة ودُفنت بالصُّوفية شرقي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهما اللَّه تعالى.

[ثم دخلت سنة تسع وعشرين وسبعمئة]

استهلت والخليفة والحكام هم المباشرون في التي قبلها، غير أن قطب الدين ابن شيخ السلامية استقلّ (٦) بنظر الجيش (٧).

وفي المحرم طلب القاضي محيي الدين بن فضل اللَّه كاتب السر بدمشق وولده الصّدر (٨) شهاب الدين، وشرف الدين بن شمس الدين بن الشِّهاب محمود إلى مصرَ على البريد، فباشر القاضي الصّدر الكبير محيي الدين المذكور كتابة السرِّ بها عوضًا عن علاء الدين بن الأثير لمرض اعتراه، وأقام عنده ولده شهاب الدين، وأقبل شرف الدين بن (٩) الشهاب محمود إلى دمشق على كتابة السرِّ عوضًا عن ابن فضل اللَّه (١٠).


(١) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٤٣٧).
(٢) في ط: ساب وفي الدرر: منتاب فليحرر.
(٣) ليست في ب.
(٤) في أ وط: الأحد وهو توهم. إذ كيف يموت ليلة الأحد ويُصلّى عليه بعد صلاة الجمعة.
(٥) لم أقع لها على ترجمة.
(٦) في ط: اشتغل.
(٧) في ب: لطلب صاحبه إلى مصر. وهو معين الدين بن الحشيش.
(٨) ليست في ط.
(٩) ليست في ط.
(١٠) في ب: وكانت غيبته عنها سبعة وعشرين يومًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>