للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه ذهب ناصر الدّين مشد الأوقاف ناظرًا على القدس والخليل، فعمر هنالك عمارات كثيرة لملك الأمراء تَنْكِز، وفتح في الأقصى شُبَّاكين عن يمين المحراب وشماله.

وجاء الأمير نجم الدين داود بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن الزيبق من شد الدواوين بحمصَ إلى شدِّها بدمشقَ.

وفي يوم الخميس السادس والعشرين (١) من صفر كمل ترخيم الحائط القبلي من جامع دمشق وبُسط الجامع جميعه، وصَلّى النَّاسُ الجُمُعةَ به من الغد، وفتح باب الزِّيادة، وكان له أيامًا مغلقًا (٢) وذلك في مباشرة تقي الدين بن مراجل (٣).

وفي ربيع الآخر قدم من مصرَ أولادُ الأمير شمس الدين قَرَاسُنْقُر إلى دمشقَ فسكنوا في دار أبيهم داخل باب الفراديس، في دهليز المقدَّميَّة، وأُعيدت عليهم أملاكهم المخلَّفة عن أبيهم، وكانت تحت الحوطة، فلما مات في تلك البلاد أفرج عنها أو أكثرها.

وفي يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر أُنزل الأمير جُوبان وولدُه من قلعة المدينة النبويّة وهما ميّتان مصبَّران في توابيتهما (٤)، فصُلّي عليهما بالمسجد النبوي (٥)، ثم دُفنا بالبقيع عن مرسومِ السُّلطان، كان مُرَاد جُوْبان أن يُدفن في مدرسته، فلم يمكَّنْ من ذلك (٦).

وفي هذا اليوم صُلّي بالمدينة النبويّة على الشيخ تقي الدين بن تيمية ، وعلى القاضي نجم الدين البالسي المصري، صلاةَ الغائب.

وفي يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة درّس القاضي شهاب الدين أحمد بن جهبل بالمدرسة البادرائية عوضًا عن شيخنا برهان الدين الفزاري توفي إلى رحمة اللَّه تعالى، وأخذ مشيخة دار الحديث منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وحضرها في يوم الأربعاء سابع عشره، ونزل عن خطابة كفر (٧) بطنا للشيخ جمال الدين المسلاتي المالكي (٨) فخطب بها يوم الجمعة تاسع عشره.

وفي أواخر هذا الشهر قدم نائبُ حلب الأمير سيف الدين أَرْغُون إلى دمشقَ قاصدًا باب السلطان،


(١) من ب، وفي ط: "وفي الحادي والعشرين" ولا يصح بموجب الحساب الفلكي.
(٢) في ب: بسبب الترخيم، وجاء الترخيم في غاية الحسن والبهجة وصرف عليه أموال كثيرة.
(٣) الدارس (٢/ ٣٩٥ - ٣٩٦).
(٤) ذُكر من قبل: إنه قتل في بلاده. والظاهر أنه نقل إلى تربة له بالمدينة النبوية.
(٥) في النجوم الزاهرة (٩/ ٢٧٣) بعد أن طيف بهما في الحرم المكي مع الركب العراقي.
(٦) منعه السلطان بمرسوم.
(٧) ليست في ط. وهي قرية مشهورة من قرى غوطة دمشق.
(٨) هو: محمد بن عبد الرحيم بن علي السلمي المسلاتي. مات سنة (٧٧١ هـ) الدارس (١/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>