للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَأنَّهُمُ في واج رُوذَ وَجَوِّهِ … ضَئين (١) أصَابَتْها (٢) فُروجُ المَخَارمِ (٣)

فتح الرَّيّ

استخلف نُعَيْم بن مُقَرِّن على هَمَذان يزيدَ بن قَيْس الهَمْدَاني وسار بالجيوش حتى لحق بالرَّيّ، فلقي هناك جمعًا كثيرًا من المشركين (٤)، فاقتتلوا عند سفح جبل الرَّيّ فصبروا صبرًا عظيمًا ثم انهزموا، فَقَتلَ منهم نُعيم (٥) بن مُقَرّن مقتلةً عظيمةً بحيث عُدُّوا بالقصب فيها، وغنموا منهم غنيمة عظيمة قريبًا مما غنم المسلمون (٦) من المدائن. وصالح أبو الفَرُّخان على الرَّيّ، وكتب له أمانا (٧) بذلك، ثم كتب نُعَيْم إلى عمر بالفتح ثم بالأخماس، ولله الحمد والمنة.

فتح قُومِس

ولما ورد البشيرُ بفتح الرَّي وأخماسها كتب عمر إلى نُعيم بن مقرن أن يبعث أخاه سُوَيد بن مُقَرّن إلى قُومِس. فسار إليها سُوَيْد، فلم يقم له شيء حتى أخذها سلمًا وعسكر بها وكتب لأهلها كتاب أمان (٨) (وصلح).

فتح جُرْجان

لما عسكر سُوَيْد بقُومس بعث إليه أهلُ بلدانٍ شتَّى منها جُرجان وطبرستان وغيرُها يسألونه الصلحَ على الجزية، فصالحَ الجميعَ وكتبَ لأهل كلِّ بلدةٍ كتابَ أمانٍ وصلحٍ. وحكى المدائني أن جُرجان فُتحت في سنة ثلاثين أيّام عثمان، فالله أعلم.

وهذا فتح أَذْرَبيجان

لما افتتح نُعَيْم بن مُقَرِّن همذان ثم الرَّيَّ، وكان قد بعث بين يديه بُكَيْر بن عبد الله من هَمَذان إلى


(١) الضَّئين والضِّئين اسمان لجمع الضأن. اللسان (ضأن).
(٢) في معجم البلدان: وجره * ضئين أغانتها.
(٣) البيت الأخير ساقط من أ.
(٤) في أ: جمعًا من المشركين عظيمًا.
(٥) في ط: النعمان؛ وهو تحريف.
(٦) في أ: مقتلة عظيمة قريبًا مما غنموا المسلمون من المدائن.
(٧) كتاب الأمان هذا في تاريخ الطبري (٤/ ١٥١).
(٨) نص الكتاب في تاريخ الطبري (٤/ ١٥٢).