للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال حجاج في الحديث: ثم قام الناسُ، فجعلوا يأخذونَ يدَه، فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذتُ يَدَه فوضَعْتُها على وجهي، فإذا هي أبردُ من الثَّلْج، وأطيبُ ريحًا من المسك. وقد أخرجه (١) صاحبا الصحيح (٢) من حديث شعبة بتمامه.

[فصل]

فأقام بالأبطح -كما قدمنا- يوم الأحد ويوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وقد حلَّ الناسُ إلا من ساق الهَدْيَ.

وقدمَ في هذه الأيام عليُّ بن أبي طالب من اليَمَن بمنْ مَعَهُ من المُسلمين وما معه من الأموال، ولم يَعُدْ إلى الكَعْبة بعدما طافَ بها، فلما أصبحَ يومَ الخميس صلَّى بالأبطح الصبحَ من يَوْمئذٍ، وهو يوم التَّروية، ويقال له: يومُ مِنًى، لأنه يُسارُ فيه إليها. وقد رُوي أنَّ النبيَّ خطبَ قبلَ هذا اليوم، ويقال للذي قبلَه فيما رأيتُه في بعض التّعاليق: يومُ الزِّينة، لأنّه تُزَيَّن (٣) فيه البُدْنُ بالجِلال، ونحوها، فاللَّه أعلم.

قال الحافظ البيهقي (٤): أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أحمد بن محمد بن جعفر الجُلوديُّ، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن مِهْران، حدّثنا محمد بن يوسف، حدّثنا أبو قُرَّةَ، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رسول اللَّه إذا كان قبل (٥) يوم التروية خطبَ النّاس فأخبرهم بمناسكهم.

فركبَ ، قاصدًا إلى منًى قبلَ الزَّوال، وقيل بعده، وأحْرَمَ الّذين كانوا قد حَلّوا بالحجِّ من الأبطح حين توجَّهوا إلى منًى، وانبعثت رواحلهم نحوها.

قال عبد الملك، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللَّه: قدمنا مع رسول اللَّه فأحْلَلْنا حتَّى كان يومُ التَّرْوية، وجعلنا مكة منّا بظَهْرٍ، لَبَّيْنا بالحَجِّ.

ذكره البخاري (٦) تعليقًا مجزومًا.

وقال مسلم (٧): ثنا محمد بن حاتم، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُرَيْج، أخبرني أبو الزُّبير، عن جابر. قال:


(١) أ: (أخرجاه) على لغة أكلوني البراغيث.
(٢) البخاري رقم (١٨٧) ومسلم (٥٠٣) (٢٥٢).
(٣) ط: (يزين).
(٤) ليس لفظ "الحافظ" في أ، والحديث في السنن الكبرى (٥/ ١١١) (٩٢١٩).
(٥) ط: (إذا خطب يوم التروية).
(٦) البخاري قبل (١٦٥٣).
(٧) مسلم (١٢١٤).