للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزهري: العلماء أربعة: سعيد بن المُسيِّب بالحِجاز، والحسن البصري بالبصرة، والشعبي بالكوفة، ومكحول بالشام (١).

وقال بعضهم: كان لا يستطيعُ أن يقول: قُلْ، وإنما يقول: كُلْ. وكان له وجاهةٌ عند الناس مهما أمَرَ به من شيء يُفعل.

وقال سعيد بن عبد العزيز: كان أفقهَ أهلِ الشام، وكان أفقهَ من الزهري (٢).

وقال غير واحد: توفي في هذه السنة - وقيل بعدَها - والله أعلم (٣).

[ثم دخلت سنة أربع عشرة ومئة]

فيها غَزَا معاويةُ بن هشام الصائفةَ اليسرى، وعلى اليمنى سليمانُ بن هشام بن عبدِ الملك، وهما ابنا أميرِ المؤمنين هشام، وفيها التقَى عبدُ الله البطَّال وملكُ الروم المسمَّى فيهم قُسْطنْطِين، وهو ابنُ هِرَقْلَ الأول الذي كتب إليهِ النبيُّ ، فأسرَهُ البطَّال، فأرسلَهُ إلى سليمان بن هشام، فسار به إلى أبيه.

وفيها عَزَلَ هشامٌ عن إمرةِ مكةَ والمدينةِ والطائفِ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، وولَّى عليها أخاهُ محمدَ بن هشام، فحجَّ بالناس في هذه السنة - في قول - وقال الواقدي وأبو معشر: إنما حجَّ بالناس خالد بن عبد الملك بن مروان. والله أعلم (٤).


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٨، ١٧٩)؛ والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٢٢٨)؛ والمزي في تهذيب الكمال (٢٨/ ٤٧١).
(٢) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٥/ ١٥٩).
(٣) وهذه زيادة أيضًا مقحمة وهي:
[مَكْحُول الشامي: هو ابن أبي مسلم، واسم أبي مسلم شهراب (في (ق): "شهزاب"، بالزاي، وهو تصحيف والمثبت من الإكمال لابن ماكولا (٥/ ١).) بن شاذل. كذا نقَلْتُهُ من خط عبدِ الهادي.
وروى ابنُ أبي الدنيا عنه، أنه قال: من نظَّف ثَوْبَه قَلَّ هَمّه، ومَنْ طابَ رِيْحُه زِيدَ في عَقْلِه (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٨٤). ونسب القول إلى الشافعي في صفة الصفوة (٢/ ٢٥٦) وإحياء علوم الدين (١/ ١٨١).).
وقال مكحول: في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨]، قال: باردِ الشراب، وظلالِ المساكن، وشِبَعِ البطون، واعتدالِ الخَلْق، ولَذَاذَةِ النَّوْم (ذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية، عن عياض بن غنم مرفوعًا، ولم يذكر مكحولًا.).
وقال: إذا وضع المجاهدون أثقالَهم عن دوابّهم أتَتْها الملائكةُ فمسحَتْ ظهورَها، ودَعَتْ لها بالبَرَكة إلّا دابّة في عُنقها جرَس].
(٤) ينظر تاريخ الطبري ٧/ ٩٠ - ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>