للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

أمير المؤمنين المستكفي باللَّه: أبو الربيع سليمان (١) بن الحاكم بأمر اللَّه أبي العباس أحمد بن أبي علي الحسن بن أبي بكر بن علي ابن أمير المؤمنين المسترشد باللَّه الهاشمي العبَّاسي، البغدادي الأصل المصري المولد، مولده سنة ثلاث وثمانين وستمئة أو في التي قبلها، وقرأ واشتغل قليلًا، وعهد إليه أبوه بالأمر وخُطب له عند وفاة والده سنة إحدى وسبعمئة، وفوَّض جميع ما يتعلق به من الحل والعقد إلى السلطان الملك الناصر، وسار إلى غزو التتر فشهد مصافَّ شَقْحَب (٢)، ودخل دمشق في شعبان سنة اثنتين وسبعمئة وهو راكب مع السلطان، وجميع كبراء الجيش مشاة، ولما أعرض السلطان عن الأمر وانعزل بالكَرَك، التمس الأمراء من المستكفي أن يُسلطن من ينهض بالملك، فقلد الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير وعقدَ له اللِّواء وألبسه خلعة السلطنة، ثم عاد الناصر إلى مصر وعذر الخليفة في فعله، ثم غضب عليه وسيَّره إلى قوص فتُوفّى في هذه السنة في قُوص في مستهلّ شعبانَ.

[ثم دخلت سنة إحدي وأربعين وسبعمئة]

استهلّت يوم الأربعاء وسلطان المسلمين الملك الناصر محمّد بن الملك المنصور قلاوون، وقضاته بمصرَ هم المذكورون في التي قبلها، وليس في دمشقَ نائب سلطنة، وإنما الذي يسدُّ الأمور الأمير سيف الدين طَشْتَمُر الملقب بالحمّص الأخضر، الذي جاء بالقبض على الأمير سيف الدين تَنْكز، ثم جاء المرسوم بالرجوع إلى صفد فركب من آخر النهار وتوجَّه إلى بلده، وحواصل الأمير تَنْكز تحت الحُوطة كما هي.

وفي صبيحة يوم السبت رابع المحرم من السنة المذكورة قدم من الدّيار المصرية خمسة أمراء، الأمير سيف الدين بَشْتَاك (٣) الناصري ومعه بَرْسبُغَا (٤) الحاجب، وطاجار (٥) الدويدار وبَيْغر (٦) وبَطَا (٧)، فنزل بَشْتاك بالقصر الأبلق والميادين، وليس معه من مماليكه إلا القليل، وإنما جاء لتجديد البيعة إلى السلطان


(١) ترجمته في الذيل ص (٢١٤) والدرر الكامنة (٢/ ١٤١) وابن خلدون (٥/ ٤٤١) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣٢٢) والشذرات (٦/ ١٢٦).
(٢) مرت في أحداث سنة (٧٠٢ هـ).
(٣) مات سنة (٧٤٢) هـ كما سيأتي في هذا الكتاب، ويكتب "بَشْتَك" من غير ألف بعد التاء ثالث الحروف.
(٤) في ط: برصبغا وهو تحريف. مات سنة (٧٤٢) هـ الدرر (١/ ٤٧٤).
(٥) في ط: طاشار وهو تحريف. مات سنة (٧٤٢ هـ) الدرر (٢/ ٢١٣).
(٦) في ط: بيعرا وأثبتنا ما في النجوم (١٠/ ٥).
(٧) بطا الدويدار مات بدمشق سنة (٧٦٤ هـ) الدرر (١/ ٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>