للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن جعفر أبو الحَسَن (١) المعروف بالجهرميّ (٢).

قال الخطيب البغدادي: هو أحد الشعراء الذين لقيناهم، وسمعنا منهم، وكان يجيد القول، فمن شعره:

يا ويحَ قَلْبِي مِنْ تَقَلُّبِهِ … أبدًا يَحِنُّ إلى مُعَذِّبه

قَالُوا: كَتَمْتَ هَوَاهُ عَنْ جَلَدٍ … لَوْ أنَّ لِي جَلَدًا (٣) لبُحْتُ بِهِ

بأبِي حَبِيبٌ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ … عَنِّي وَيُكْثِر من تعتُّبِهِ (٤)

حَسْبي رِضَاهُ مِنَ الحياةِ وَيَا … قَلَقِيْ (٥) وَمَوْتي مِنْ تَغَضُّبِه

مسعود الملك (٦) بن الملك محمود بن الملك سُبُكْتِكين صاحب غزنة، وابن صاحبها.

قتله ابن عمّه أحمد بن محمّد بن محمود، فانتقم له ابنه مودود بن مسعود، وقتل عمّه وابن عمّه، وأهل بيته من أجل أبيه، واستتبَّ له الأمر وحده من غير منازع من قومه، كما تقدم.

بنت أمير المؤمنين المتّقي للَّه (٧) تأخّرتْ مدّتها حتى كانت وفاتها في رجب من هذه السنة عن إحدى وتسعين سنة بالحرم الطاهري، ودفنت بالرّصافة، رحمها اللَّه تعالى وإيّانا بمنّه وكرمه.

[ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وأربعمئة]

فيها: أمر الملك جلال الدولة أبو طاهر بجباية أموال الجوالي، ومنع أصحاب الخليفة من قبضها، فانزعج القائم بأمر اللَّه، وعزم على الخروج من بغداد، وأرسل إلى الفقهاء والقضاة والأعيان في التأهّب للخروج صحبته، وارتجت بغداد بسبب ذلك.


(١) في بعض النسخ: "أبو الحسين" وفي (ط): "محمد بن جعفر بن الحسين"، وكله تحريف، وما أثبتناه هو الذي في تاريخ الخطيب والكامل لابن الأثير وخط الذهبي في تاريخ الإسلام (بشار).
(٢) تاريخ مدينة السلام (٢/ ٥٤٥)، المنتظم (٨/ ١١٢)، الكامل في التاريخ (٩/ ٥٠٢)، تاريخ الإسلام (٩/ ٥٣٣).
(٣) في الكامل: رمقًا.
(٤) في (ط):
ما بين جننت غير مكترث … عني ولكن من نعيبه
(٥) في (ط): وما يلقى.
(٦) المنتظم (٨/ ١١٣)، الكامل في التاريخ (٩/ ٣٩٥ - ٤٨٨)، وفيات الأعيان (٥/ ١٨١)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٩٥)، شذرات الذهب (٣/ ٢٥٣).
(٧) المنتظم (٨/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>