للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشْعَرِيّ، عن مسعود بن سُلَيْمان، عن حَبِيبِ بن أبي ثابت، عن مُجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيّ ، أنه قال في الدجال: "ما شُبِّه عليكم مِنْهُ، فإنّ اللَّه سبحانه ليس بأعور، يخرُج، فيكون في الأرض أربعين صباحًا، يرِدُ كلَّ مَنْهَلٍ، إلّا الكَعْبَةَ، وَبَيْتَ المَقْدِس، والمَدِينَةَ. الشهرُ كالجُمعة، والجمعةُ كاليوم، ومعه جنّة ونار، فنارُه جَنّة، وجنَّته نار، معه جبل من خُبْز، ونَهْرٌ مِنْ ماءٍ، يدعُو برجل لا يُسَلِّطُه اللَّهُ إلّا عَلَيْهِ، فيَقُول: ما تقولُ فيّ، فيقول: أنت عدو اللَّه، وأنت الدجّال الكذّابُ، فيدعو بمنشار، [فيضعه حَذْوَ رأسه] فيَشُقّه، ثم يُحْييه، فيقول له: ما تقول فيَّ: فيقول: واللَّهِ ما كنتُ أشَدَّ بصِيرةً مِنّي فِيكَ الآن، أنت عدوّ اللَّه، الدجّال الذي أخبرنا عنك رسولُ اللَّه ، فيَهْوِي إليه بسَيْفِه، فلا يسْتطيعُه، فيقول: أخّروه عنّي". قال شيخنا الذهبيّ: هذا حديث غريب، ومسعود لا يُعرف.

وسيأتي حديث يعقوب بن عاصم عنه في مُكْث الدجّال في الأرض، ونزول عيسى ابن مريم.

حديث عن أسماء بنت يزيد بن السَّكَنِ الأنصارية

قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن قتادة، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيدَ الأنصاريّة، قالت: كان رسول اللَّه في بيتي، فذكر الدجّال، فقال: "إنّ بَيْنَ يَديهِ ثَلاثَ سِنِين، سَنةً تُمْسِكُ السَّماءُ ثُلُثَ قَطْرها، والأرضُ ثُلُثَ نَباتِها، والثانيةُ تُمْسِكُ السَّماءُ ثُلُثيْ قَطْرِهَا والأرضُ ثُلُثيْ نَباتها، والثالثة تُمسك السماء قَطْرهَا كُلَّه، والأرضُ نَباتها كلّه ولا يَبقَى ذاتُ ضرسٍ، ولا ذات ظِلْفٍ من البهائم إلّا هَلَكَتْ، وإن من أشَدِّ فتنته أن يَأتِيَ الأعرابي فيقول: أَرأيتَ إنْ أَحْيَيْتُ لك إبلَك؟ ألسَت تَعْلَم أنّي رَبُّك؟ " قال: "فيقول: بلَى، فتمثَّلُ له الشياطينُ نحو إبله، كأحسن ما تكون ضروعُها، وأعظمه أسْنِمَة" قال: "ويأتي الرجلُ قد مات أخوه، ومات أبوه، فيقول: أرأيت إنّ أحْيَيْتُ لك أباك، وأحييت لك أخاك، ألَسْتَ تَعلَمُ أنّي رَبُّكَ؟ فيقول: بلى، فتمثّلُ له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه" قالت: ثم خرج رسول اللَّه لحاجة، ثم رجع والقومُ في اهتمام، وَغمّ، مما حَدّثهم به، قالت: فأخذ بِلَجْفَتَي (١) الباب وقال: "مَهْيَمْ أسماءُ" قالتْ: قلتُ: يا رسول اللَّه، لقد خَلَعْتَ أفئدتَنا بذِكْرِ الدجّال، قال: "فإن يخْرُجْ وأنا حَيّ فأنا حَجِيجُه، وإلا فإنّ رَبيّ خلِيفَتي على كلّ مُؤْمن" قالت أسماء: يا رسول اللَّه، إنّا واللَّه لنَعْجِنُ عَجِينَتَنا فمَا نخْتَبِزُها حَتّى نَجُوعَ، فكيف بالمُؤمِنين يَوْمئذٍ؟ قال: "يجزئهم ما يُجزِئ أهْلَ السَّماءَ منَ التسبيح، والتَّقْدِيسِ". وكذلك رواه أحمد أيضًا، عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن شَهْر عنها


(١) في (م): "لحمتي" وفي (أ): "لجفتي" والصواب ما أثبته. قال الفيروزابادي: ولجفتا الباب جنبتاه. "القاموس المحيط" (لجف).

<<  <  ج: ص:  >  >>