للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم تخرج السنة حتى خرج الناس للاستسقاء من تأخُّر المطر عن أيَّامه (١).

وفي شعبان خُلع على مؤنس الخادم، وأمر بالمصير إلى طَرَسُوس لغزو الروم.

وفي هذه السنة أمر المقتدر بألَّا يُستخدم أحد من اليهود ولا النصارى في الدواوين، وألزموا بيوتهم، وأمروا (٢) بلبس العسلي وجعل الرّقاع بين أظهرهم ليعرفوا بها.

وحجَّ بالناس في هذه السنة الفضلُ بن عبد الملك الهاشميّ، ورجع كثير من الناس من قلة الماء بالطريق، فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عتَّاب (٣): أبو بكر البغدادي الحافظ، ويعرف بأخي ميمون. روى عن نَصْر بن عليّ الجهضمي وغيره، وروى عنه الطَّبَرانيّ، وكان يمتنع أن يحدِّثَ، وإنَّما (٤) يسمع منه في المذاكرات. توفي (٥) في شوَّال منها.

أبو بكر الأثْرَم (٦): أحمد بن محمد بن هانئ، أبو بكر الطائي الأثرم، تلميذ الإمام أحمد. وقد سمع عفَّان، وأبا الوليد القَعْنبيّ، وأبا نُعيم، وخلْقًا كثيرًا. وكان حافظًا صادقًا قويّ المذاكرة. كان ابن مَعين يقول: كان أحد أبويه جنيًّا؛ لسرعة فهمه وحفظه وحذقه. وله كتب مصنفة في العلل والناسخ والمنسوخ، وكان من بحور العلم.

خلف بن عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى (٧): أبو محمد العُكْبَري (٨). سمع الحديث، وكان ظريفًا، له ثلاثون خاتمًا وثلاثون عكَّازًا، يَلْبَسُ في كُلِّ يومٍ من الشهر خاتمًا، ويأخذ في يده عكَّازًا، ثم يستأنف ذلك في الشهر الثاني، وكان له سوط معلَّق في منزله، فإذا سئل عن ذلك يقول: ليرهب العيال منه.

ابن المعتزّ الشاعر الذي بُويع له بالخلافة (٩): عبد اللّه بن المعتزّ باللّه محمد بن المتوكِّل على اللّه


(١) في ط: عن إبَّانه.
(٢) في ب، ظا: وأخذوا.
(٣) المنتظم (٦/ ٨٢).
(٤) في ب، ظا: وأنا أسمع.
(٥) في المنتظم: توفي بمصر.
(٦) لم يرد العنوان في آ. وترجمته في المنتظم (٦/ ٨٣)، وتهذيب الكمال (١/ ٤٧٦).
(٧) تاريخ بغداد (٨/ ٣٣١)، والمنتظم (٦/ ٨٤)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٧٧).
(٨) في آ: العسكري، وهو تحريف.
(٩) تاريخ الطبري (١٠/ ١٤٠)، أشعار أولاد الخلفاء (١٠٧)، الأغاني (١٠/ ٢٨٦)، تاريخ بغداد (١٠/ ٩٥)، المنتظم (٦/ ٨٤)، وفيات الأعيان (٣/ ٧٦)، سير أعلام النبلاء (١٤/ ٤٢)، شذرات الذهب (٢/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>