للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر الكلام على وقعة أحدٍ

فصلٌ

قد تقدّم ما وقع في هذه السنة الثالثة من الحوادث والغزوات والسّرايا، ومن أشهرها وقعة أحدٍ، وكانت في النصف من شوالٍ منها، وقد تقدّم بسطها، وللَّه الحمد.

وفيها في أحدٍ توفّي شهيدًا أبو يعلى، ويقال: أبو عمارة. أيضًا؛ حمزة بن عبد المطلب عمّ رسول اللَّه ، الملقّب بأسد اللَّه وأسد رسوله، وكان رضيع النبيّ (١)، هو وأبو سلمة بن عبد الأسد، أرضعتهم كلّهم ثويبة مولاة أبي لهبٍ، كما ثبت ذلك في الحديث المتفق عليه (٢)، فعلى هذا يكون قد جاوز الخمسين من السنين يوم قتل، ، فإنّه كان من الشجعان الأبطال، ومن الصدّيقين الكبار، وقتل معه يومئذٍ تمام السبعين، أجمعين.

قال مصعبُ الزّبيريّ: ولد ليعلى بن حمزة خمسة بنين، كلّهم انقرضوا. وكانت له بنتٌ لها: عُمارة.

قلت: وهي التي تناولها عليٌّ، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمّك، فاختصم في حضانتها عليٌّ وزيد بن حارثة وجعفرٌ، فقضى بها النبيُّ لخالتها امرأة جعفرٍ، وقال: "الخالة بمنزلة الأمّ" (٣).

وفيها عقد عثمان بن عفَّان عقده (٤) على أمّ كلثومٍ بنت رسول اللَّه ، بعد وفاة أختها رُقَيّة، وكان عقده عليها في ربيع الأول منها، وبنى بها في جمادى الآخرة منها، كما تقدّم، فيما ذكره الواقديّ.

وفيها، قال ابن جريرٍ (٥): ولد لفاطمة بنت رسول اللَّه الحسن بن عليّ بن أبي طالبٍ. قال: وفيها علقت بالحسين، أجمعين.

* * *


(١) أي شاركه الرَّضاع.
(٢) رواه البخاري رقم (٢٦٤٥) و (٥١٠٠) ومسلم رقم (١٤٤٧) من حديث عبد اللَّه بن عباس في رضاع النبي وحمزة ، والبخاري رقم (٥١٠١) و (٥١٠٦) و (٥١٠٧) و (٥١٢٣) و (٥٣٧٢) ومسلم رقم (١٤٤٩) من حديث أم حبيبة ، في رضاعه وأبي سلمة بن عبد الأسد.
(٣) رواه البخاري رقم (٤٢٥١) من حديث البراء بن عازب ورواه أحمد في "المسند" (١/ ١١٥) وأبو داود رقم (٢٢٨٠) من حديث علي .
(٤) لفظ "عقده" لم ترد في (ط).
(٥) انظر "تاريخ الطبري" (٢/ ٥٣٧).