للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّبُّ : نَعَمْ، فيخرج الله بقية أمتي فينبِذُهم في الجنة". تفرد به أحمد (١).

[رواية عبد الله بن عباس ]

قال الإمام أحمد: حدّثنا عَفَّانُ، حدّثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن عَليّ بنِ زَيْدٍ، عن أبي نَضْرَةَ، قال: خَطَبَنا ابنُ عَبَّاسٍ على مِنْبَرِ البَصْرَةِ، فقالَ: قالَ رسولُ الله : "إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيُّ إلَّا لَهُ دَعْوةٌ وَقَدْ تَنَجَّزَها في الدُّنْيا، وَإنِّي قَدِ اخْتَبأْتُ دَعْوِتي شَفَاعةً لأُمَّتي، وأنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمُ يَوْمَ القِيَامةِ، ولا فَخْرَ، وَأنَا أوَّلُ منْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ، ولا فخْرَ، وَبيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ ولا فَخر، آدَمُ، فَمنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائي، ولا فَخْرَ، ويَطولُ يَوْمُ القِيَامةِ على النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إلى آدمَ أبي البَشَرِ فَيَشْفَع لنَا إلى رَبّنَا ﷿ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فيَقُولُونَ: يا آدَمُ، أنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وأسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، اشفَعْ لَنا إلى رَبِّنا، فَلْيَقْضِ بَيْننا، فَيَقُولُ: إني لَسْتُ هُنَاكُمْ، إني قَدْ أُخْرِجْتُ منَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئتي وَإنَهُ لا يُهمُّني اليَوْمَ إلّا نَفْسي، وَلَكن ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبيِّينَ، فَيَأتُونَ نُوحًا فيَقُولون: يَا نُوحُ، اشفَعْ لَنا إلى رَبِّنا فَلْيَقْضِ بَيْننا، فَيَقُولُ: إنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إني دَعَوْتُ بدَعْوةٍ أغْرَقَت أهْلَ الأرْضِ، وإنَه لا يُهمُّني اليَوْمَ إلَّا نَفْسي، وَلَكِن ائتُوا إبْرَاهيمَ خَليلَ اللهِ، فَيَأتُونَ إبْرَاهيمَ، فيَقُولونَ: يا إبْرَاهيمُ اشْفَعْ لنَا إلَى رَبِّنا فَلْيَقْضِ بَيْننا، فيقُولُ: إني لَسْتُ هُناكُمْ، إنِّي كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذَبَاتٍ في الإسلام، واللهِ إن حَاوَلَ بهنَ إلَّا عنْ دِينِ اللهِ (٢) قولُه: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ٨٩] وقوْلُهُ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٦٣] وقوله لامرأته حَيْن أتى على الْمَلِكِ: إنها أُخْتي، وإنَّهُ لا يُهمُّني الْيَوْمَ إلَّا نَفْسي، ولكن ائتُوا مُوسى الذي اصْطَفاهُ اللهُ بِرِسالاتِه، وَبِكلامِه، فيَأْتُونهُ فَيَقُولونَ: يا موسَى، أنْتَ الّذِي اصْطَفاكَ اللهُ برسالاته وبكلامه، فاشفَعْ لَنا إلى رَبِّك فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، إنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بغَيْرِ نَفْسٍ، وَإنِّي لا يُهمُّني اليَوْمَ إلَّا نَفْسي، ولَكِن ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فيَأتُونَ عِيسَى فيقُولون: يا عِيسَى، اشْفَعْ لَنا إلى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنا، فيَقُولُ: إنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إنِّي اتُّخِذْتُ وأُمِّيَ إلهين منْ دُونِ اللهِ، وإنّهُ لا يُهمني الْيَوْمَ إلَّا نَفْسي، وَلَكنْ أرَأيْتُمْ لَوْ كانَ مَتاعٌ في وِعَاءٍ مَخْتُومٍ عَلَيْهِ أكانَ يُقْدَرُ على ما في جَوْفِ الوعاء حتى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ " قال: " فيَقُولُون: لا، فيقُولُ: إنَّ مُحمَّدًا خَاتَمُ النَّبيِّينَ، وَقَدْ حَضَرَ اليَوْمَ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ منْ ذنْبِهِ، ومَا تَأخَّرَ" قال رسول الله : "فَيَأتُوني، فيقُولُونَ: يا مُحمّدُ، اشْفَعْ لَنا إلى رَبِّك، فَلْيَقْضِ بَيْنَنا، فأقُولُ: أنَا لَها، حتَّى يَأذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى، فإذا أراد أنْ يَصْدعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنادٍ: أيْنَ أحْمدُ، وَأُمَّتُه؟ فنَحْنُ الآخِرُونَ الأوَّلُونَ، [نَحْنُ] آخِرُ


(١) رواه أحمد في المسند (٥/ ٣٢٥ - ٣٢٦) وفي إسناده راشد بن داود الصنعاني، لين الحديث.
(٢) يعني ما قصد غير دين الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>