للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعنتك، ويقول الآخر: يا فلان، أمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أعْطَيْتُكَ" قالَ: أُراهُ قال: "كذا وكذا، فيَذْكُرُ ذلِكَ المُؤْمنُ، [فيَعْرِفُه]، فيَشْفَعُ لهُ إلى رَبِّهِ، فَيُشفِّعهُ فيهِ". وفي إسناده ضعف (١).

[طريق أخرى عن أنس]

قال ابنُ ماجه: حدّثنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن نُمَيرٍ، وعليُّ بنُ محمّد، قالا: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن يزيد الرَّقَاشيِّ، عن أنس بنِ مالِكٍ، قال: قال رسولُ الله : "يُصَفُّ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامةِ صُفُوفًا وقال ابنُ نُمَيْرٍ: "أهْلُ الْجنَّةِ وأهل النار، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ منْ أهْلِ النَّارِ على الرَّجُلِ من أهل الجنة، فيَقُولُ: يا فُلانُ، أما تذكر يوم ناولتك طهورًا، "فيشفع [له]. ويمر الرجل على الرجل فيقول: أمَا تَذْكُرُ يَوْمَ اسْتَسْقَيْتني فَسَقَيْتُكَ شَرْبَةً؟ " قال: "فيَشْفَعُ لَهُ. وَيَمرُّ الرَّجُلُ على الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يا فُلان، أما تَذْكُرُ يَوْمَ بَعَثْتني لحاجة كذا وكذا؟ فَذَهَبْتُ لَكَ؟ فيَشْفعُ له".

ورواه الطحاوي بلفظٍ آخرَ قريبٍ منْ هذا المعنى (٢).

وقال أبو بكر بن أبي الدُّنيا: حدَّثني علىُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بن موسى، حدّثنا حَفْصُ بنُ عُمر، حدّثنا حمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن ثابتٍ، عن الْحَسنِ، قال: قال رسوِل الله : "يقولُ الرَّجُلُ منْ أهْلِ الْجنَّةِ يَوْمَ القِيَامةِ: يا رَبِّ إنَّ فُلانًا سَقَاني شَرْبةً منْ ماءً في الدُّنيا، فشَفِّعْني فيهِ، فيقُولُ اللهُ: اذْهَبْ، فَأخْرِجْهُ منَ النَّارِ، فَيَذْهبُ فَيَتحَسَّسُ عليه في النَّارِ حتَّى يُخْرِجَهُ منْهَا". وهذا مُرْسلٌ من مراسيل الْحَسَنِ الحِسَانِ.

[ومن الأحاديث الواردة في شفاعة المؤمنين لأهاليهم]

وَقَدْ حَكَى بَعْضُهُمْ عنْ زَبُورِ دَاوُدَ أن فيه مَكْتُوبًا: يَقولُ اللهُ: إنَّ عبادي الزَّاهدينَ أقُولُ لهمْ يوم القيامة: إنِّي لم أزْوِ عَنْكُمُ الدُّنْيا لِهَوانِكُمْ عَليَّ، ولا لِعزَّة الدنيا عندي، ولَكنْ أرَدْتُ ذلك بكم لتَسْتَوفُوا نَصيبَكُم اليوم مَوْفُورًا كاملًا عندي، لم تَكْلِمه الدنيا، ولم تشعثه الشهوات، فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ، فمنْ أحْبَبْتُمُوهُ في الدُّنْيا أوْ قَضَى لَكُمْ حَاجةً، أوْ رَدَّ عَنْكُمْ غِيبةً، أو كساكم خِرْقَةً، أوْ أطْعَمَكُمْ لُقمة، أو سقاكم شربة ابْتِغاءَ وَجْهي، وطَلَب مَرْضَاتي، فَخُذُوا بِيَده، وأدْخِلُوهُ الْجنّةَ.

وروى الترمذيُّ، وَالبَيْهقيُّ من طَريقِ مَالِكِ بنِ مِغْوَلٍ، عنْ عَطيّة، عنِ أبي سَعيدٍ، قال: قال رسولُ الله : "إن منْ أُمَّتي رِجَالًا يَشْفعُ الرَّجُلُ منْهُمْ في الفِئَامِ منَ النَّاسِ، فيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعتِهِ،


(١) رواه أبو يعلى في "مسنده" رقم (٤٠٠٦) أقول: وفي سنده يوسف بن خالد السمتي؛ تركوه، وكذبه ابن معين.
(٢) رواه ابن ماجه رقم (٣٦٨٥) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>