للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سكن بغداد، وكان متكلمًا مطبوعًا، له نوادر، ومن شعره الذي رواه عنه الخطيب قوله:

نَرَى الدُّنْيَا وَزَهْرَتَها (١) فَنَصْبُو … وَمَا يَخْلُو من الشهوات (٢) قَلْبُ

فَضُولُ العَيْشِ أكْثَرُها هُمُومٌ … وَأَكْثَرُ مَا يَضُرُّكَ مَا تُحِبُّ

فَلا يَغْرُرْكَ زُخْرُفُ مَا تَرَاهُ … وَعَيْشٌ لَيِّنُ الأعْطَافِ رَطْبُ

إذَا ما بُلْغَةٌ جَاءَتْكَ عَفْوًا … فَخُذْها فَالغِنَى مَرْعًى وشُرْبُ

إذا اتّفَقَ القَلِيْلُ وفيه سِلْمٌ … فَلا تُرِدِ الكَثِير وَفِيْهِ حَرْبُ

[ثم دخلت سنة أربع وأربعين وأربعمئة]

فيها: كتبت محاضر بذكر الخلفاء المصريين، وأنهم أدعياء [كذبة] لا نسب لهم صحيحًا إلى رسول اللَّه ، وكتب فيها القضاة والفقهاء والأشراف.

وفيها: كانت زلازل عظيمة بنواحي أرَّجان، والأهواز، وتلك البلاد، فهدم بسببها شيء كثير من العمران والدور، وشُرُفات القصور، وحكى بعض من يعتمد قوله، إنّه انفرج إيوانه حتى رأى السماء منه، وشاهد ذلك ثمّ عاد إلى حاله كأن لم يتغيّر.

وفي ذي القعدة منها تجددت الحرب بين الروافض وأهل السنة، وأحرقوا أماكن كثيرة، وقتل من الفريقين خلائق وكتبوا على مساجدهم: محمد وعليّ خير البشر، وأذّنوا بحي على خير العمل، واستمرّت الحروب بينهم، وتسلّط القطيعي العيار على الروافض بحيث إنّه لم يقرّ لهم معه قرار، وهذا من جملة ما جرت به الأقدار.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

ابن المُذْهِب راوي "المسند" (٣) الحسنُ بنُ عليّ بن محمد بن عليّ بن أحمد بن وهب بن سنبل (٤) بن قرّة بن واقد، أبو علي التميميُّ الواعظ.


(١) كذا الأصل، وفي (ط) والمنتظم، ومعجم البلدان: شهوتها، وما أثبتناه موافق لما في تاريخ الخطيب الذي ينقل منه المؤلف.
(٢) في الأصل: "الشبهات"، وما أثبتناه من (ط)، وهو الموافق لما في تاريخ الخطيب الذي ينقل منه المؤلف، وهو كذلك في المنتظم ومعجم البلدان.
(٣) تاريخ بغداد (٧/ ٣٩٠)، المنتظم (٨/ ١٥٥)، الكامل في التاريخ (٩/ ٥٩٢)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٤٠)، النجوم الزاهرة (٥/ ٥٣)، الوافي بالوفيات (١٢/ ١٢١)، شذرات الذهب (٣/ ٢٧١).
(٤) في المنتظم: شبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>