للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية حذيفة بن أسيد أبي سريحة الغفاري]

أُنبئنا عن الحافظ الضِّياء، محمد بن عبد الواحد المقدِسيّ، أنه قال في الجزء الذي جمعه في أحاديث الحَوْض: أخبرنا محمد بن أحمد بن نَصْر الأصفهانيّ بها، أنّ الحسن بن أحمد الحدَّاد أخبرهم قراءةً عليه وهو حاضر، حدثنا أحمد بن عبد اللَّه، يعني أبا نُعَيْم الأصبهانيّ، أنبأنا عبد اللَّه بن جعفر، حدثنا إسماعيلِ بن عبد اللَّه بن سَمُّوْيَهْ، حدّثنا سعيدُ بن سُلَيْمانَ، حدّثنا زيد بن الحسن، حدّثنا معروف بنُ خرَّبُوذَ، حدّثنا أبو الطُّفَيْل، عن حُذَيْفَةَ بنِ أسيدٍ ، قال: لمّا صدَر النبيُّ عن حَجَّة الوداع قال: "أيُّها الناس، إنِّي فَرَطُكُمْ على الْحَوْض، وإنَّكمْ وارِدُونَ على حوضٍ عرضُه ما بين بُصْرَى وصَنْعاءَ، فيه آنية عدد النجوم". لم يروه من أصحاب الكتب أحد، ولا أحمد (١).

[رواية حذيفة بن اليمان ]

قال الإمام أحمد: حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لَهِيعَةَ، حدّثنا ابن هُبَيْرَةَ: أنّه سمع أبا تَميم الْجَيْشانيّ، يقول: أخبرني سعيد: أنّه سمع حُذَيْفة يقول: غاب عنّا رسولُ اللَّه يومًا، فلم يخرج إلينا، حتى ظَنّنَّا أنّه لن يخرج، فلمَّا خرج سَجد سَجْدةً فَظَنَنَّا أن نفسه قد قُبضتْ فيها، فلما رفع رأسه قال: "إنَّ ربِّي استشارني في أمَّتي: ماذا أفعلُ بهم؟ فقلت: ما شئت أيْ ربِّ، هم خَلْقُك وعِبَادُك، فاستشارني الثانيةَ، فقلت له كذلك، فقال: لن أُخْزيَكَ في أمَّتك يا محمد، وبَشَّرني أنّ أوَّل منْ يدخُلُ من أمتي سبعون ألفًا، مع كل ألف سبعون ألفًا، ليس عليهم حساب، ثم أرسلَ إليّ، فقال: ادعُ تُجبْ، وسل تعْطَ، فقلت لرسوله: أوَمُعْطيَّ [ربِّي] سُؤْلي؟ فقال: ما أرسلني إليكَ إلّا لِيُعْطيك، ولقد أعطاني رَبّي ﷿ ولا فخر، وغَفَر لي ما تقدَّم من ذنبي وما تأخّر، وأنا أمشي حَيًّا صحيحًا، وأعطاني ألّا تَجُوعَ أمّتي، ولا تُغلَب، وأعطاني الكوثر، وهو نهر في الجنة، يسيلُ في حوضي، وأعطاني العِزّ والنصر، والرُّعْبَ يسعى بين يَدَيْ أمَّتي شهرًا، وأعطاني أنِّي أوَّلُ الأنْبياء أدْخُلُ الْجَنَّة، وطَيَّب لي ولأُمَّتي الغَنيمةَ، وَأَحلَّ لنا كثيرًا ممَّا شدَّد على منْ قَبْلنا، ولم يَجعلْ علينا من حرَج". هذا حديث حسن الإسناد والمتن (٢).

رواه الطبراني من حديث مُبارك بن فَضَالةَ، عن خالد بن أبي الصَّلْت، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن رِبعيّ، عن حُذيفة، مرفوعًا: "ستكونُ أمراءُ يَكْذبُونَ، ويَظْلمُونَ، فمن صدَّقَهُمْ بِكَذِبهم، وأعانهُمْ على ظُلْمهم، فليس منِّي، ولَسْتُ منه، (ولن يرد عليَّ الحوض) ومن لم يُصَدّقهم


(١) ورواه الطبراني في "الكبير" رقم (٢٦٨٣) و (٣٠٥٢) وفي سنده: زيد بن الحسن صاحب الأنماط، وهو ضعيف.
(٢) رواه أحمد في المسند (٥/ ٣٩٣). أقول: وإسناده ضعيف، ولكن لبعض فقراته شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>