للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن توفي فيها من الأعيان: ملك التترغازان (١).

والشيخ القدوة العابد أبو إسحاق: إبراهيم بن أحمد (٢) بن محمد [بن معالي بن محمد] (٣) بن عبد الكريم الرَّقِّي الحنبلي. كان أصله من بلاد الشرق، ومولده بالرقة من سنة سبع وأربعين وستمئة. واشتغل، وحصَّل، وسمع شيئًا من الحديث، وقَدِم دمشق، فسكن بالمئذنة الشرقية في أسفلها بأهله إلى جانب الطهارة بالجامع، وكان معظَّمًا عند الخاص والعام، فصيحَ العبارة، كثير العبادة، خَشِن العيش، حسن المجالسة، لطيف الكلام، كثير التلاوة، قويّ التوجه، من أفراد العالم، عارفًا بالتفسير والحديث والفقه والأصلين، وله مصنفات وخُطب، وله شعر حسن.

توفي بمنزله ليلة الجمعة خامس عشر المحرم، وصُلّي عليه عقيب الجمعة، ونقل إلى تربة الشيخ أبي عمر بالسفع (٤)، وكانت جنازته حافلة، وأكرم مثواه.

وفي هذا الشهر توفي الأمير زين الدين قراجا: أستاذ دار الأفرم، ودفن بتربته بميدان الحصا (٥) عند النهر.

والشَّيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم ين عبد السلام: عرف بابن الحُبْلى، كان من خيار الناس، يتردّد إلى عكّا أيامًا حينما كانت في أيدي الفرنج، في فِكاك أَسارى المسلمين، جزاه الله خيرًا وعتقه من النار وأدخله الجنة برحمته.

الخطيب ضياء الدين: أبو محمد عبد الرحمن (٦) ابن الخطيب جمال الدين أبي الفرج عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن عقيل السُّلميّ، خطيب بَعلبَكّ نحوًا من ستين سنة، هو ووالده.

وُلد سنة أربع عشرة وستمئة وسمع الكثير وتفرّد عن القزويني. وكان رجلًا جيدًا حسن القراء (٧) من كبار العُدُول.

توفي ليلة الإثنين ثالث صفر، ودفن بباب سَطحا.


(١) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٢١٢) والنجوم الزاهرة (٨/ ٢٢٢) وبدائع الزهور (١/ ٤١٧) وشذرات الذهب (٦/ ٩).
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ١٤ - ١٥) الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ٣٤٩) وشذرات الذهب (٦/ ٧).
(٣) زيادة في ط وب.
(٤) أي: سفح جبل قاسيون.
(٥) وهي المسمّاة بالتربة القراجيّة. انظر الدارس (٢/ ٢٧١).
(٦) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٣٣٥)، وشذرات الذهب (٦/ ٩).
(٧) في ب: والخطبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>