للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا غسان بن بشر الكاهلي، عن مسلم عن خيثمة عن سعد: أن رسول الله سد أبواب [الناس في] المسجد وفتح باب علي فقال الناس في ذلك فقال: "ما أنا فتحته ولكن الله فتحه".

وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري (١) من أمره في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق لأن نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقًا بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته ، وفيه إشارة إلى خلافته.

وقال الترمذي (٢): حدَّثنا علي بن المنذر، حدَّثنا ابن فُضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطيَّة، عن أبي سعيد. قال قال رسول الله لعلي: "يا علي لا يحلّ لأحدٍ يجنب في المسجد غيري وغيرك" قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنبًا غيري وغيرك. ثم قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد سمع محمد بن إسماعيل هذا الحديث (واستغربه) (٣).

وقد رواه ابن عساكر (٤) من طريق كثير النواء، عن عطية، عن أبي سعيد به، ثم أورده من طريق أبي نعيم، حدَّثنا عبد الملك بن أبي غنية، عن أبي الخطاب عمر الهجري، عن محدوج، عن جسرة بنت دجاجة، أخبرتني أم سلمة قالت: خرج النبي في مرضه حتى انتهى إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته: "إنه لا يحل المسجد لجُنُبٍ ولا لحائضٍ إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم ألا ساء أن تضلوا" وهذا إسناد غريب وفيه ضعف، ثم ساقه من حديث أبي رافع بنحوه وفي إسناده غرابة أيضًا.

[حديث آخر]

قال الحاكم (٥) وغير واحد: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة بِن الحصيب: قال غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله فذكرت عليًا فتَنقَّصْتُهُ فرأيت وجه


(١) صحيح البخاري (٤٦٦) في الصلاة، و (٣٦٥٤) في فضائل الصحابة، و (٩٠٤) في مناقب الأنصار. ومن هنا انقطاع في أ عن ط بمقدار عشر صفحات.
(٢) سنن الترمذي (٣٧٢٧) في المناقب.
(٣) ما يبن الحاصرتين من جامع الترمذي، وحُق للبخاري أن يضعفه فعطية، وهو العوفي، ضعيف، وسالم بن أبي حفصة ضعيف أيضًا.
(٤) تاريخ دمشق - ترجمة علي - (١/ ٢٩٢) والرواية الثانية (١/ ٢٩٣ - ٢٩٤).
(٥) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١١٠).