للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزار بن عشائر (١) بن عبد اللّه بن محمد بن شاس الجذامي السعدي الفقيه المالكي (٢).

مصنف كتاب"الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة"، وهو من أكثر الكتب فوائدَ في الفروعِ، رتَّبه على طريقة الوجيز للغزالي.

قال ابن (٣) خلّكان: وفيه دلالة على غزارة علمه وفضله والطائفة المالكية بمصر عاكفة عليه لحسنه وكثرة فوائده، وكان مدرسًا بمصر وتوفي (٤) بدمياط ، واللّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة سبع عشرة وستمئة (٥)

في هذه السنة عم البلاء وعظم العزاء بِجِنْكِيْز خان المسمى تُمرجي (٦) لعنه الله تعالى، ومن معه من التتار قبحهم اللّه أجمعين، واستفحل أمرهم وامتد (٧) إِفسادهم من أقصى بلاد الصين إِلى أن وصلوا بلاد العراق وما حولها حتى انتهوا إِلى إِربل وأعمالها، فملكوا في سنة واحدة وهي هذه السنة سائر الممالك إِلا العراق والجزيرة والشام ومصر، وقهروا جميع الطوائف التي بتلك النواحي الخوارزمية والقفجاق والكرج واللان والخزر وغيرهم، وقتلوا في هذه السنة من طوائف المسلمين وغيرهم في بلدان متعددة كبار (٨) ما لا يحد ولا يوصف، وبالجملة فلم يدخلوا بلدًا إِلا قتلوا جميع من فيه من المقاتلة والرجال، وكثيرًا من النساء والأطفال (٩)، وأتلفوا ما فيه بالنهب إِن احتاجوا إِليه، وبالحريق إِن لم يحتاجوا إِليه، حتى أنهم كانوا يجمعون الحرير الكثير الذي يعجزون عن حمله فيطلقون فيه النار [فيحرق] وهم ينظرون إِليه، ويخربون المنازل وما عجزوا عن تخريبه أحرقوه (١٠)، وأكثر ما يحرقون المساجد والجوامع، وكانوا يأخذون الأسارى من المسلمين فيقاتلون بهم ويحاصرون بهم، وإن لم ينصحوا في القتال قتلوهم.

وقد بسط ابن الأثير في "كامله" (١١) خبرهم في هذه السنة بسطًا حسنًا مفصّلًا، وقدم على ذلك كلامًا


(١) ب: عساكر. تحريف.
(٢) ط: الجذامي المالكي الفقيه.
(٣) ب: القاضي ابن خلكان. والخبر في وفيات الأعيان (٣/ ٦١) بخلاف في الرواية.
(٤) ط: ومات.
(٥) تكررت هذه السنة في الجزء العاشر من نسخة الأحمدية.
(٦) ط: بتموجين. وفي سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٤٣) تُمرجين. وسترد ترجمة جنكز خان في وفيات سنة ٦٢٤ هـ.
(٧) ط: واشتد.
(٨) أ، ب: وقتلوا من هذه السنة من المسلمين في بلدان متعددة كبار. وفى ب وحدها: كبار وصغار.
(٩) أ: النساء والصبيان.
(١٠) ط: يحرقوه.
(١١) الكامل في التاريخ (٩/ ٣٢٩ - ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>