للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض دفعات، والخليفة في الشبّاك، والوزير يقول: يا أمير المؤمنين أرحم شيبتي، وغربتي، وأولادي، وعيالي، فأعيد إلى الوزارة بشفاعة دُبَيْس بن مَزْيَد في السنة الآتية، وامتدحه الشعراء، وفرح الناس برجوعه إلى الوزارة، كان يوم دخوله بغداد يومًا مشهودًا بكثرة الناس وتباكيهم فرحًا بقدومه.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

عبد الملك بن محمد بن يوسف (١) أبو منصور الملقب بالشيخ [الأجلّ].

كان أوحد زمانه في القيام بالمعروف [والنهي عن المنكر]، والمبادرة إلى فعل الخيرات، واصطناع الأيادي عند أهلها من أهل السنّة، وفي شدّة القيام على أهل البدع وقمعهم، وافتقاد المستورين بالبرّ، والصدقة على المحاويج، وإخفاء ذلك جهده وطاقته، ومن غريب ما وقع له أنّه كان يبز إنسانًا في كلّ سنة بعشرة دنانير، يكتب له بها على رجل يقال له: ابن رضوان، فلمّا توفي الشيخ جاء الرجل إلى ابن رضوان يطلب منه ما كان يصرفه إليه، فقال له ابن رضوان: إنّ الذي كان يكتب لك عليّ قد مات، ولا أقدر أن أصرف لك شيئًا، فذهب الرجل إلى قبرِ الشيخ الأجلّ فقرأ شيئًا من القرآن، وترحَّم عليه، ثمّ التفت فإذا هو بكاغد فيه عشرة دنانير (٢)، فاخذَها وجاء بها إلى ابن رضوان، فذكر له ذلك، فقال له ابن رضوان: هذه يا أخي سقطت مني اليوم فخذها، ولك عليّ مثلها في كلّ عام، وكانت وفاته في المنتصف من محرم هذه السنة عن خمس وستين سنة، وكان يومًا مشهودًا حضره خلق من الناس لا يعلم عددهم إلا اللَّه ﷿، فرحمه اللَّه وأكرم مثواه.

أبو جعفر، محمد بن الحسن الطوسيّ (٣) فقيه الشيعة.

توفي في هذه السنة، ودفن بمشهد علي، وقد كان مجاورًا به من حين احترقت داره بالكرخ، وكتبه في سنة ثمان وأربعين إلى المحرم من هذه السنة، فتوفي، ودفن هناك.

خديجة بنت محمد بن علي بن عبد اللَّه (٤) الواعظة، المعروف بالشَّاهجَانيّة.

ولدت سنة أربع وسبعين [وثلاثمئة]، ودفنت إلى جانب ابن سمعون (٥).


(١) تاريخ بغداد (١٠/ ٤٣٤)، المنتظم (٨/ ٢٥٠)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٥٨)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٣٣٣)، النجوم الزاهرة (٥/ ٨٢).
(٢) هذا أيضًا من المبالغات التي لا دليل عليها (ع).
(٣) المنتظم (٨/ ٢٥٠)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٥٨)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٣٣٤)، الوافي بالوفيات (٢/ ٣٤٩)، أعيان الشيعة (٤٤/ ٣٣)، طبقات السبكي (٤/ ١٢٦)، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ١٢٦)، النجوم الزاهرة (٥/ ٨٢).
(٤) تاريخ بغداد (١٤/ ٢٥٨)، المنتظم (٨/ ٢٥٠).
(٥) تأتي بعد هذا في (أ) ترجمة أبي القاسم عمر بن محمد بن أحمد البزري الجزري، ووفاته سنة ٥٦٠، ولم ترد في =

<<  <  ج: ص:  >  >>