للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواميس وقرونها، فقام رجل ينادي عليها: كم عندكم صوف الشيخ وقرونه (١)، فقلت لا حاجة لي بهذا وأنتم في حل منه (٢). ذكره أبو شامة (٣).

[ثم دخلت سنة ثمان وستمئة]

استُهلَّتْ والعادلُ مقيمٌ على الطّور لعمارة حصنه.

وجاءت الأخبار من بلاد المغرب بأن ابن عبد المؤمن (٤) قد كسر الفرنج بطليطلة كسرةً عظيمةً، وربَّما فتح البلد عنوةً وقتل منهم خلقًا عظيمًا (٥).

وفيها كانت زلزلةٌ عظيمةٌ شديدةٌ بمصر والقاهرة، هدمت منها دورًا كثيرة، وكذلك بمدينة الكراك (٦) والشّوبك هدمت من قلعتها أبراجًا، ومات خلقٌ كثيرٌ من الصبيان والنسوان تحت الهدم، ورُؤي دخانٌ نازل من السماء [إِلى الأرض] (٧) فيما بين المغرب والعشاء عند قبر عاتكة غربيَّ دمشق (٨).

وفيها أظهرت الباطنية الإسلام، وأقامت الحدود على مَنْ يَتَعَاطى (٩) الحرام، وبَنَوا الجوامِعَ والمساجِدَ، وكتبوا إِلى إِخوانهم بالشام في مصياب (١٠) وأمثالها بذلك، وكتب زعيمهم جلال الدين إِلى الخليفة يعلمه بذلك، وقدمت أُمة منهم إِلى بغداد حجاجًا فأُكرمت وعظمت (١١) بسبب ذلك، ولكن لما


(١) ط: عليكم عندكم من قرون الشيخ وصوفه. وعند أبي شامة: من يشتري صوف الشيخ وقرونه.
(٢) في ذيل الروضتين: ردوا صوفكم وقرونكم إِليكم.
(٣) ذيل الروضتين (٧٧) بخلاف في الرواية.
(٤) في الأصول: عبد المؤمن. والصحيح ما أثبتناه. ذيل الروضتين (٧٨) والتاريخ المنصوري (٦٦).
(٥) ط: خلقًا كثيرًا.
(٦) ط: بالكرك.
(٧) ط: للأرض.
(٨) كان قبر عاتكة في غربي دمشق القديمة، أما اليوم فيقع جنوبي دمشق الحديثة. وعاتكة هي بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان زوجة عبد الملك بن مروان. ومحلة قبر عاتكة لا تزال قائمة حتى عصرنا الحاضر. الإشارات إِلى أماكن الزيارات لابن الحوراني (٣٣) والزيارات للعدوي (٦١).
(٩) ط: من تعاطى.
(١٠) ط: بمضات؛ تحريف، وقال ياقوت: مصياب: حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس، وبعضهم يقول: مصياف. وقال النابلسي: قلعة مصياف بالصاد المهملة وفي آخرها فاء، وبعضهم يقول مصياط، فيجعل الفاء طاء مهملة. معجم البلدان (٥/ ١٤٤) والحقيقة والمجاز (١/ ١٦٥).
(١١) ب: حاجة فأكرمت وعظمت، وفي ط: لأجل الحج فأكرموا وعظموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>