للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ذكر] خروج الخوارج]

وذلك أن الأشعث بن قيس مرَّ على ملأ من بني تميم فقرأ عليهم الكتاب فقام إليه عروة بن أذينة وهي أمه وهو عروة بن جرير من بني ربيعة بن حنظلة وهو أخو أبي بلال (بن) مرداس بن جرير فقال: أتحكمون في دين الله الرجال؟ ثم ضرب بسيفه عجزَ دابة الأشعث بن قيس، فغضب الأشعث وقومه، وجاء الأحنف بن قيس وجماعة من رؤسائهم (١) يعتذرون إلى الأشعث (بن قيس) من ذلك، قال الهيثم بن عدي: والخوارج يزعمون أن أول من حكم عبد الله بن وهب الراسبي.

(قلت): والصحيح الأول وقد أخذ هذه الكلمة من هذا الرجل (٢) طوائف من أصحاب علي من القراء وقالوا: لا حكم إلا لله، فسُمُّوا المُحكَّمية. وتفرَّق الناسُ إلى بلادهم من صفين. وخرج معاوية إلى دمشق بأصحابه، ورجع علي إلى الكوفة على طريق هيت فلما دخل الكوفه (٣) سمع رجلًا يقول: ذهب علي ورجع في غير شيء. فقال علي: لَلَّذين فارقناهم [آنفًا] خيرٌ من هؤلاء، وأنشأ يقول (٤): [من الطويل]

أخوك الذي إنْ أحْرَجَتْك (٥) مُلِمَّةٌ … منَ الدَّهْرِ لم يَبْرح لبثِّك راحما (٦)

وليس أخوك بالذي إن تَشَعَّبَتْ … عليك أمورٌ (٧) ظلَّ يلحاكَ لائما

ثم مضى فجعل يذكر الله حتى دخل قصر الإمارة من الكوفة، ولما كان قد قارب دخول الكوفة اعتزل (٨) من جيشه قريبٌ من - اثني عشر ألفًا - وهم الخوارج، وأبوا أن يساكنوه في بلده، ونزلوا (٩) بمكان يقال له حروراء وأنكروا عليه أشياء فيما يزعمون (أنه) ارتكبها، فبعث إليهم عليُّ عبدَ الله بن عباس فناظرهم فرجع أكثرُهم وبقي بقيتهم، فقاتلهم عليُّ بن أبي طالب وأصحابه كما سيأتي بيانه (وتفصيله) قريبًا إن شاء الله تعالى.

والمقصود أن هؤلاء الخوارج (هم) المشار إليهم في الحديث المتفق على صحته أن رسول الله :


(١) في أ: من رؤساء بني تميم.
(٢) في أ: عن الرجل.
(٣) في أ: من صفين فرجع علي إلى الكوفة على طريق هيت ورجع معاوية إلى الشام بأصحابه فلما دخل علي الكوفة ..
(٤) البيتان في تاريخ الطبري (٥/ ٦٣).
(٥) في أ: أجر ستك.
(٦) في الطبري: واجمًا.
(٧) في أ: وليس أخًا لك بالذي قد تشعبت عليك الأمور.
(٨) في أ: انخزل.
(٩) في أ: فنزلوا.