للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ما ورد في كلام الرَّبِّ تعالى مع العلماء يوم فصل القضاء

قال الطبرانيّ: حدَّثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حدَّثنا العلاء بن مسلمة (١)، حدَّثنا إبراهيم الطَّالقانيّ، حدَّثنا ابنُ المبارك، عن سُفْيانَ، عن سِمَاك بن حَرْبٍ، عن ثَعْلبةَ بن الحكم، قال: قال رسول اللَّه : "يقول اللَّه تعالى للعلماء إذا جَلَس على كُرْسيِّه لِفَصْل القَضاءِ: إِنِّي لم أجْعَل (٢) عِلْمي وحِكْمتي فيكُمْ إلَّا وأنا أريدُ أنْ أغْفِرَ لَكُمْ على ما كانَ مِنْكُمْ، ولا أبالي". [قلت]: ولا يصح، ولو صح كان المراد به العلماء العاملون، واللَّه أعلم (٣).

ذِكْر أولِ كلامه ﷿ مع المؤمنين

قال أبو داود الطَّيالسيّ: حدَّثنا عبد اللَّه بن المُبارك، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عُبيد اللَّه بن زَحْر، عن خالد بن أبي عِمْران، عن أبي عياش (٤)، عن مُعاذ بن جَبَل، قال: قال رسول اللَّه : "إنْ شِئْتم أنْباتكُمْ بأوَّل ما يقول اللَّه ﷿ للمؤمنين يوم القيامة، وبأوَّل ما يقولون له" قالوا: نعم، يا رسول اللَّه، قال: "فإنّ اللَّهَ تعالى يقول للمؤمنين يوم القيامة: هل أحْببتُم لقائي؟ فيقولون: نعم، يا رَبَّنا، فيقول: ما حملكم على ذلك؟ فيقولون: عَفْوك وَرَحْمتُك، وَرِضْوانُك، فيقول: إني قد أوْجَبْتُ لكم رحمتي" (٥).

[فصل]

وأما الكفار فقد قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران: ٧٧]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٧٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ [البقرة: ١٧٤ - ١٧٥]. والمراد من هذا أنه لا يكلِّمهم، ولا ينظر إليهم؛


(١) في الأصول: العلاء بن سالم.
(٢) وفي نسخة على حاشية الفاسية: لم أضع.
(٣) رواه الطَّبراني في المعجم الكبير رقم (١٣٨١).
(٤) في (أ): ابن عباس، وفي الفاسية ابن عياش، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(٥) رواه أبو داود الطيالسي رقم (٥٦٤) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>