للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان هذا الرجل هو العاشر من الفاطميين والعاشر من ولد عبيد الله المهدي، ولما قتل الأمير تغلّب على الديار المصرية غلام (١) من غلمان الخليفة أرمني، فاستحوذ على الأمور ثلاثة أيام حتى حضر أبو علي أحمد بن الأفضل بن بدر الجمالي، فأقام الخليفة الحافظ أبا الميمون عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم بن المستنصر باللّه، وله من العمر ثمان وخمسون سنة، ولما أقامه استحوذ على الأمور دونه، وحصره في مجلسه، [لا يدخل إليه أحد إلا من يريده] (٢)، ونقل الأموال من القصر إلى داره، ولم يبق للحافظ سوى الاسم فقط.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

إبراهيم بن عثمان (٣) بن محمد، أبو إسحاق (٤) الغَزِّي الكَلْبي (٥):

من أهل غزة. جاوز الثمانين. وله شعر جيد. ومن شعره في الأتراك قوله: [من البسيط] (٦)

في فتية مِنْ جُيُوشِ التُركِ ما تَرَكتْ … للرَّعْدِ كَرَّاتُهم (٧) صَوْتًا وَلا صِيتا

قَوْمٌ إذا قُوبلوا (٨) كانُوا مَلائِكَةً … حُسْنًا وإن قُوتلوا كانُوا عَفَارِيتا

وله: [من الكامل]

لَيْتَ الذي بالعِشْقِ دُونَكَ خَصَّني … يا ظالمي قَسَمَ المَحَبَّة بَيْنَنَا

أَلْقَى الهِزَبْرَ فَلا أَخَافُ وُثُوبَهُ … وَيرُوعُني نَظَرُ الغَزال إِذا رَنَا

وله: [من الخفيف]

إنَّما هذِهِ الحياةُ متاعٌ … والسَّفيهُ الغَوِيُّ مَنْ يَصْطَفيها

ما مَضَى فاتَ والمُؤَمّلُ غَيْبٌ … وَلَكَ السَّاعَةُ التي أَنْتَ فيها

وله أيضًا (٩): [من الكامل]


(١) ليس في ب.
(٢) ط: لا يدع أحدًا يدخل إليه إلا من يريد هو.
(٣) ط: إبراهيم بن يحيى بن عثمان.
(٤) ترجمته في المنتظم (١٠/ ١٥ - ١٦) والخريدة - شعراء الشام - (١/ ٤ - ٧٥) وابن الأثير (٨/ ٣٣٢) ووفيات الأعيان (١/ ٥٧ - ٦٢) والعبر (٤/ ٥٥) ومرآة الجنان (٣/ ٢٣٠).
(٥) عن ط وحدها.
(٦) الأبيات في المنتظم.
(٧) آ: لنابهم.
(٨) آ: قومًا إذا قوتلوا.
(٩) الأبيات في المنتظم (١٠/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>