للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنّي لَمِنْهُمْ وإنْ غابوا وإنْ شَهِدوا … مادمتُ حيًّا (١) وما سُمّيت حسانا

لتسمعنَّ وشيكًا في ديارهمُ … اللّه أكبر يا ثاراتِ عثمانا

يا ليتَ (٢) شِعْري وَلَيْتَ الطَّيْرَ تُخْبرني … ما كانَ شَأْنُ عليٍّ وابنِ عَفّانا

(وهو القائل أيضًا (٣): [من البسيط]

إنّ تُمْسِ دارُ ابن أروى (٤) منهُ خاويةً … نابٌ صريعٌ وبابٌ مُحْرَقٌ خَرِبُ

فقدْ يُصادفُ باغي العرفِ (٥) حاجَتهُ … فيها ويأوي إليها المَجْدُ (٦) والحَسَبُ

يا مَعْشَرَ النّاسِ (٧) أبْدوا ذات أنْفسكُم … لا يستوي الصِّدْقُ عندَ اللّهِ والكَذِبُ

وقال الفرزدق (٨): [من البسيط]

إنَّ الخِلافةَ لما أظْعنتْ ظَعَنَتْ … عنْ أهلِ يثربَ إذْ غيرَ الهُدى سَلكوا

صارتْ إلى أهلها منهمْ ووارثها … لما رأى اللّه في عثمانَ ما انتهكوا

السّافكي دَمهُ ظُلْمًا ومَعْصيةً … أيُّ دمٍ - لا هُدوا- من غَيّهم سفكوا

وقال راعي الإبل النميري في ذلك (٩): [من الوافر]

عَشِيَّةَ يَدْخلون بغَيرِ إذنٍ … على مُتوكّلٍ أوفى وطابا

خليلُ محمّدٍ ووزيرُ صدقٍ … ورابعُ خيرِ مَنْ وطئ التُّرابا

[فصل]

إن قالَ قائلٌ: كيفَ وقعَ قتلُ عثمان بالمدينة، وفيها جماعةٌ من كبار الصحابة ؟ فجوابه من وجوه:

أحدها: أن كثيرًا منهم بل أكثرهم أو كلّهم لم يكن يظنّ أنه يبلغ الأمر إلى قتله، فإن أولئك الأحزاب لم يكونوا يحاولون قتلَه عينًا، بل طلبوا منه أحدَ أمورٍ ثلاثةٍ، إما أن يَعْزلَ نَفْسَه، أو يُسْلمَ إليهم مروانَ بن


(١) في الديوان: حتى الممات وما.
(٢) في الديوان: بل ليت شعري.
(٣) الأبيات خمسة في ديوان حسان (٢٠٦).
(٤) في الديوان: بني عفان.
(٥) في الديوان: باغي الخير.
(٦) في الديوان: الذكر والحسب.
(٧) في الديوان: يا أيها الناس.
(٨) لم أجد الشعر في ديوانه ولا في تاريخ دمشق.
(٩) البيتان في تاريخ دمشق (٥٥٥) مجلد عثمان.