للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتلو (١) قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ [إبراهم: ٤٤] فلما كان الليلُ ارتحل المسلمون ونزلوا بَهُرَ سير فجعلوا كُلَّما وقفوا كَبَّروا، وكذلك حتى كان آخرهم مع سعد فأقاموا بها شهرين ودخلوا في الثالث وفرغت السنة.

قال ابن جرير (٢): وفيها حجَّ بالنَّاس عُمر، وكان عامله فيها على مكَّة عَتّاب (بن أسيد)، وعلى الشام أبو عُبَيْدة، وعلى الكوفه (٣) والعراق سعد، وعلى الطائف يعلى بن أمية (٤) وعلى البحرين واليمامة عثمان بن أبي العاص، وعلى عُمان حُذيْفة بن محصن (٥).

قلت: وكانت وقعة اليرموك في سنة خمس عشرة في رجب منها عند الليث بن سعد وابن لهيعة وأبي معشر والوليد بن مسلم ويزيد بن عبيدة وخليفة بن خَيّاط وابن الكلبي ومحمد بن عائذ وابن عساكر وشيخنا أبي عبد الله الذهبي الحافظ (٦). وأما سيف بن عمر وأبو جعفر بن جرير فذكروا وقعة اليرموك في سنة ثلاث عشرة. وقد قدمنا ذكرها هنالك تبعًا لابن جرير، وهكذا وقعة القادسية عند بعض الحفاظ أنها كانت في أواخر هذه السنة - سنة خمس عشرة - وتبعهم في ذلك شيخنا الحافظ الذهبي (٧). والمشهور أنها كانت في سنة أربع عشرة كما تقدم. ثم ذكر شيخنا الذهبي (٨):

[من توفي في هذه السنة مرتبين على الحروف]

سعد (٩) بن عبادة الأنصاري الخزرجي: وهو أحد أقوال المؤرخين وقد تقدم.

سعد (١٠) بن عُبَيْد بن النُّعمان أبو زيد الأنصاري الأوْسمي: قُتل بالقادسية، ويقال إنه أبو زيد القارئ أحد الأربعة الذين جَمَعوا القرآنَ على عهد رسول الله . وأنكر آخرون ذلك، ويقال إنه والد عُمَيْر بن سَعْد


(١) في أ: وهو يتلو له.
(٢) في تاريخه (٣/ ٦٢٣).
(٣) في تاريخ الطبري: وعلى قضائها أبو قرة.
(٤) في تاريخ الطبري: منية - وهي أمه - وترجمته في جامع الأصول (١٥/ ٥٤٢) وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٠٠).
(٥) بعده في تاريخ الطبري: وعلى البصرة وأرضها المغيرة بن شعبة.
(٦) تاريخ خليفة (ص ١٣٠) وتاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ١٠) وقال الذهبي: وقيل سنة ثلاث عشرة وأراه وهمًا.
(٧) في تاريخه (٢/ ١١).
(٨) المصدر نفسه (٢/ ١٣ - ١٧).
(٩) ترجمة - سعد بن عبادة - في الاستيعاب (٥٩٤) وجامع الأصول (١٤/ ١٦٨). وأسد الغابة (٢/ ٣٥٦) ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور (٩/ ٢٣٥) وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٧٠).
(١٠) ترجمة - سعد بن عبيد - في الاستيعاب (٦٠٠) وجامع الأصول (١٤/ ١٧٠) وأسد الغابة (٢/ ٣٥٩) وسير أعلام النبلاء (٥/ ٩) والإصابة (٢/ ٣١).