وروى عمرو بن قيس: عن عمر بن مرة، عن علي قال: كونوا ينابغ العلم معادن الحكمة، مصابيح الليل، خلقان الثياب، جدد القلوب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض وتذكرون عند ربكم. وروى نحو ذلك عن ابن مسعود. وقال عاصم بن ضمرة: عن علي قال: ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يُقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها. وقال أبو بكر بن خزيمة: حدَّثنا علي بن حجر، حدَّثنا يوسف بن زياد، عن يوسف بن أبي المتيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي: كونوا لقول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل؛ فإنه لن يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل عمل يُقبل. وعن عبد خير، عن علي قال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك؛ فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأت استغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنوبًا فهو يتدارك ذلك بتوبة؛ ورجل يسارع في الخيرات، ويعمل في الدرجات، ولا يقل عمل مع التقوى وكيف يقل ما يُقب. وروي نحو هذا عن أبي الدرداء. وروى ثابت بن أبي صفية، عن أبي الزاهر قال: قال علي: احفظوا عني خمسًا لو ركبتم الإبل في طلبهن لما أصبتموهن ولأضنيتم الإبل قبل أن تدركوهن: لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحيي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له. (١) في أ: فسيجمعكم. (٢) في أ: مات.