قال: فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه؛ وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: كذلك كان أبو الحسن ﵀ فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وَجْدُ من ذبح أَوْحَدُها من حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج [الخبر في مختصر تاريخ دمشق ١١/ ١٥٨]. وقال علي: أشد الأعمال ثلاثة؛ إعطاء الحق من نفسك، وذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ في المال. وقال علي: إن الله لم يرض من أهل القرآن بالأذعان والسكوت والله يُعصى. وروى الثوري: عن عمرو بن قيس قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين؛ لم ترقع قميصك! قال: يخشع القلب، ويقتدي بي المؤمن. وعن زياد بن ميلح: أن عليًا أتى بشيء من خبيص فوضعه بين أيديهم فجعلوا يأكلون ولا يأكل. فقال: إن الإسلام ليس ببكر ضال، ولكن قريش رأت هذا العيش هَذًّا فتناحرت عليه. وقد كان لعلي ﵁ ظبية - أي جراب جلد غزال - يكلون فيه سويق ليشربه بالماء وقت القائلة هو طعامه لا يزيد عليه، وكان يختم عليه لئلا يختلط بغيره. وعاتبه رجل في لبوسه. فقال له: مالك وللبوسي إن لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم. وعن عبد الله بن شريك عن جده عن علي أنه أتي بفالوذج؛ فوضع بين يديه فقال: إنك طيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، ولكن أكره أن أعوِّد نفسي، ما لم تعتد. وعن مجمع التيمي قال: كان علي يقسم مال بيت المال ويكنسه ويصلي فيه يتخذه مسجدًا رجاء أن يشهد له يوم القيامة. وقال الإمام … حدَّثنا وهب بن سعيد، حدَّثنا محمد بن قيس عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب أنه جاءه ابن النّبَّاج فقال: يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء؛ فقال: الله أكبر فقام متوكئًا على ابن النّبّاج حتى قام على بيت المال فقال: هذا جناي وخياره فيه … ووكل جان يده إلى فيه يا ابن النباج عليَّ بأشياع الكوفة فنودي في الناس فأعطاه جميع ما في بيت المال وهو يقول: يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيرها وها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين. وقال الطبراني: حدَّثنا أبو مسلم الكشي، حدَّثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدَّثنا سهل بن شعيب، عن أبي علي