وثبت في الصحيح عن النَّبِيِّ ﷺ أنه يقول للسماء: أمطري، فتمطر، ويقول للأرض: أنبتي، فتنبت، وأنه يقتل رجلًا مؤمنًا ثم يقول له: قم، فيقوم، فيقول: أنا ربك. فيقول: كذبت، بل أنت الأعور الكذاب الذي أخبرنا عنه رسول اللّه ﷺ، والله ما ازددت فيك إِلَّا بصيرة، فيقتله مرتين، ثم يريد أن يقتله في المرة الثالثة، فلا يسلط عليه. وهو يدعي الإلهية. وقد بين النَّبِيّ ﷺ فيه ثلاث علامات تنافي ذلك؛ أحدها: أنه أعور، وقال: إن ربكم ليس بأعور. [صحيح البخاري (٤١٤١) في المغازي والسير]. والثاني: أنه مكتوب بين عينيه: كافر ك ف ر، ويقرأه كل مؤمن من قارئ وغير قارئ. والثالث قوله ﷺ: واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت. فهذا هو الدجال الكبير، ودون هذا دجاجلة، منهم من يدعي النبوة، ومنهم من يكذب بغير دعوى النبوة كقول النَّبِيّ ﷺ "يكون في آخر الزمان أقوام دجالون كذابون، فإياكم وإياهم" [صحيح مسلم (٧/ ٧) في المقدمة. فالحلاج كان من الكذابين الدجاجلة بلا ريب، وقد قتل بحق بلا ريب، ولكن إذا قيل للرجل: هل تاب قبل الموت أو لم يتب قال: اللّه أعلم. والله أعلم.