للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يحب العلم والصدقة، وكان الحاج معه في غاية الدَّعة والراحة والأمن، وذلك لشجاعته ووجاهته عند الخلفاء والملوك والأمراء. [وكانت وفاته بعد رجوعه] (١) من (٢) طريق الحجاز ليلة الثلاثاء الحادي عشر من ذي القعدة، ودفن بالرُّصافة.

[ثم دخلت سنة خمس وأربعين خمسمئة]

فيها: فتح نور الدين محمود حصن أفامية، وهو من أحصن القلاع، [وأمتع البقاع] (٣). وقيل: فتحه (٤) في السنة (٥) التي قبلها.

وفيها: قصد دمشق ليأخذها، فلم يتفق له أخذها (٦)، فخلع على ملكها مجير الدين أبق (٧) وعلى وزيره الرئيس ابن الصوفي، وتقررت الخطبة (٨) له بها بعد الخليفة والسلطان، وكذلك السِّكة.

وفيها: فتح نور الدين حصن عزاز (٩)، وأسر ابن ملكها ابن جوسلين، ففرح المسلمون بذلك كافة، ثم أُسر بعده والده جوسلين الملك الإفرنجي (١٠)، [فكانت الفرحة أعظم، وفتح بعد أسره من بلاده شيئًا كثيرًا من الحصون، ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة] (١١).

وفي المحرم منها حضر يوسف الدمشقي تدريس النظامية، وخلع عليه، وحضر عنده (١٢) الأعيان ولمَّا لم يكن ذلك بإذن الخليفة بل بمرسوم السلطان، وابن نظام الملك، منع من ذلك، فلزم بيته، ولم يعد إلى المدرسة بالكلية، وولي بعده الشيخ أبو النجيب بإذن الخليفة ومرسوم السلطان.


(١) مكانهما في ط: توفي.
(٢) آ: من أسنا.
(٣) ليس في ط.
(٤) عن ط وحدها.
(٥) ليس في ط.
(٦) ط: ذلك.
(٧) ط: ارتق.
(٨) آ، ب: وتقرر الحال على الخطبة له.
(٩) ط: اعزاز. وهي لغة فيها.
(١٠) ط: الفرنجي.
(١١) ط: فتزايدت الفرحة بذلك، وفتح بلادًا كثيرة من بلاده.
(١٢) ليس في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>