للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه أهل السُّنن الأربعة، من طُرق، عن فرات القزّاز به، وقال الترمذيّ: حسن صحيح (١).

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمةِ عبد اللَّه بن زياد بن سليمان بن سِمْعانَ، أبي عبد الرحمن القرشي المدني من طريقهِ، حدَّثني الزهريُّ (٢)، حدثني عبيدُ اللَّه بن عتبةَ، عن أبي سريحةَ حذيفةَ بن أَسِيدٍ، قال: قال رسول اللَّه : "بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ عَشْرُ آيَاتٍ كَالنَّظْمِ فِي الْخَيْطِ، إذَا سَقَطَ مِنْهَا وَاحِدَةٌ تَوَالَتْ: خروج الدَّجَّالِ، وَنُزُولُ عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ، وَفَتْحُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبهَا، وَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا. . . " وذكَر الحديثَ. هذا لفظُه.

وقال أبو يعلى: ثنا عقبةُ بن مُكْرَمٍ، ثنا يونسُ، ثنا عبدُ الغفارِ بنُ القاسمِ، ثنا إيادُ بنُ لَقِيطٍ، عن قَرَظَةَ بنِ حسَّانَ، سمِعت أبا موسى في يومِ جُمُعةٍ على مِنْبرِ البصرةِ يقول: سُئِل رسولُ اللَّهِ عن الساعةِ وأنا شاهدٌ، فقال: "لَا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ، لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلَّا هُوَ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا، وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا؛ إنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا رَدْمًا مِنَ الْفِتَنِ، وَهَرْجًا". فقيل له: وما الهرجُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: "هُوَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْقَتْلُ. وَأَنْ تَجِفَ قُلُوبُ النَّاسِ، وَيُلْقَى بَيْنَهُمُ التَّنَاكُرُ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَعْرِفُ أَحَدًا، [وَيُرْفَعُ ذَوُو الْحِجَا، وَتَبْقَى رِجْرِجَةٌ] مِنَ النَّاسِ لَا تَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا تُنْكِرُ مُنْكَرًا (٣).

[ذكر قتال الملحمة مع الروم الذي يكون آخره فتح القسطنطينية]

وعند ذلك يخرج الدّجال، فينزل المسيح عيسى ابن مريم من السماء إلى الأرض، على المَنَارةِ البَيْضَاء الشرقية، بدِمَشْق، وقتَ صلاة الفَجْر، كما سيأتي بيانُ ذلك كله، بالأحاديث الصحيحة.

قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن مُصْعَب، هو القَرقسَانِيّ، حدثنا الأوزاعيّ، عن حسان بن عطيّة، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَيْر بن نُفَيرٍ، عن ذي مِخْمَرٍ عن النبي قال:

"تصالحون الروم صُلْحًا آمنًا، وتَغْزُون أَنتُم وهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرائهم، فتَسْلَمُونَ وَتغْنَمُونَ، ثمّ تنزلونَ بَمرْجٍ ذي تُلُول، فيقوم رجل مِنَ الرّوم، فيرفعُ الصَّلِيبَ، ويقول: ألا غَلبَ الصليبُ، فيقوم إليه رجل من المسلمين، فيقتلهُ، فعند ذلك تغدر الرُّوم، وثكون الملَاحم، فيجمَعُونَ لكم، فيأتونكم في ثمانين غَايَة، مع كلّ غَاية عَشَرةُ آلافٍ".


(١) أحمد في المسند (٤/ ٦ و ٧) ومسلم رقم (٢٩١١) وأبو داود (٤٣١١) والترمذي (٢١٨٣) والنسائي في "الكبرى" (١١٤٨٢) وابن ماجه (٤٠٤١).
(٢) في الأصل: الزبيري.
(٣) رواه أبو يعلى في "مسنده" رقم (٧٢٢٨) وإسناده ضعيف، وفي الصحيح طرف من أوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>