للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يتعرضكَ أحدٌ إلا ذهبت أنفسنا دونك. استشهد يوم أجنادين، وقيل: يوم اليرموك .

هَبَّار (١) بن الأسود بن أسد أبو الأسود القُرشي الأسدي، هذا الرجل كان قد طعن راحلة زينب بنت النبي يوم خرجتْ من مكةَ حتى أسقطت، ثم أسلم بعدُ فحَسُنَ إسلامُه، وقُتل بأجنادين .

هَبَّار (٢) بن سُفْيان بن عبد الأسد المَخْزومي ابن أخي أم سلمة. أسلمَ قديمًا وهاجرَ إلى الحبشة واستشُهد يوم أجْنَادين على الصحيح، وقيل: قتل يوم مؤتة، والله أعلم.

هشام (٣) بن العاص بن وائل السَّهْمي أخو عمرو بن العاص. روى الترمذي أن رسول الله قال "ابنا العاص مؤمنان" (٤) وقد أسلم هشام قبل عمرو، وهاجر إلى الحبشة، فلما رجع منها احتبس بمكة. ثم هاجر بعد الخندق، وقد أرسله الصديق إلى ملك الروم. وكان من الفرسان. وقتل بأجْنادين، وقيل: باليرموك، والأول أصح، والله أعلم.

أبو بكر الصديق تقدم، وله ترجمة مفردة ولله الحمد.

* * *

[سنة أربع عشرة من الهجرة]

استُهلَّتْ هذه السنة، والخليفة عمر بن الخطاب يحثُّ الناسَ ويحرِّضُهم على جهادِ أهل العراق، وذلك لِما بلغَه من قتل أبي عُبَيْد يومَ الجِسْر، وانتظامِ شَمْلِ الفرس، واجتماعِ أمرهم على يَزْدَجِرْد الذي أقاموه من بيت الملك، ونقض أهل الذمة (٥) بالعراق عهودهم، ونبذهم المواثيق التي كانت عليهم، وآذوا المسلمين وأخرجوا العمال من بين أظهرهم. وقد كتب عمر إلى من هنالك من الجيش أن يتبرزوا من بين أظهرهم إلى أطراف البلاد.

قال ابن جرير : وركب عمر في أول يوم من المحرم هذه السنة في الجيوش من


(١) ترجمة - هبار بن الأسود - في الاستيعاب (١٥٣٦) وأسد الغابة (٥/ ٣٨٤) والإصابة (٣/ ٥٩٧).
(٢) ترجمة - هبار بن سفيان - في الاستيعاب (١٥٣٦) وأسد الغابة (٥/ ٣٨٥) والإصابة (٣/ ٥٩٩).
(٣) ترجمة - هشام بن العاص - في الاستيعاب (١٥٣٩) وأسد الغابة (٥/ ٤١) والإصابة (٣/ ٦٠٤).
(٤) لم يخرجه الترمذي بهذا اللفظ. وإنما أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ٣٠٤) و (٣٢٧) و (٣٥٣)، والنسائي في فضائل الصحابة (١٩٥)، وإسناده حسن. أما الترمذي فقد أخرج في جامعه (٣٨٤٤) من حديث عقبة بن عامر عن النبي قال: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص" وقال عقيبه: غريب (يعني ضعيف).
(٥) في ط: أهل المدينة، والخبر في تاريخ الطبري (٣/ ٤٨٢).