للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه الترمذي (١) والنَّسائي من حديث أبي المنذر سَلّام بن سليمان به، ورواه ابن ماجه (٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النّجود، عن الحارث البكري، ولم يذكر أبا وائل، وهكذا رواه الإمام أحمد (٣) عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن الحارث، والصواب: عن عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث كما تقدم.

وِفَادةُ عبد الرحمن بن أبي عَقيلٍ مع قومه

قال أبو بكر البيهقي (٤) أنبأنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، أنبأنا علي بن الجَعْد، حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو خالد يزيد الأسَدي، حدّثنا عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عَقيل (٥)، قال: انطلقتُ في وفدٍ إلى رسول الله ، فأتيناه، فأَنَخْنا بالباب، وما في الناس أبغض إلينا من رجل نَلِجُ عليه، فلما دخلنا وخرجنا فما في الناس رجلٌ أحبُّ إلينا من رجل دَخَلْنا عليه. قال: فقال قائل منا: يا رسولَ الله، ألا سألتَ ربَّكَ مُلكًا كملك سليمان! قال: فضحك رسول الله ، ثم قال: "فلعل لصاحبكم (٦) عند الله أفضل من ملك سليمان، إنَّ الله ﷿ لم يبعث نبيًا إلا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذها دنيا فأُعْطيهَا، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عَصَوْه فأُهلكوا بها، وإنّ الله أعطاني دعوةً فاختبأتُها عند ربّي شَفاعةً لأمتي يوم القيامة" (٧).


(١) جامع الترمذي، أبواب تفسير القرآن من سورة الذاريات رقم (٣٢٧٣) و (٣٢٧٤) والنسائي في "الكبرى" رقم (٨٦٠٧)، وهو حديث حسن.
(٢) ابن ماجه (٢٨١٦) وإسناده منقطع، ولكن وصله البخاري في التاريخ (٢/ ٢٦١) فهو حسن به.
(٣) مسند الإمام أحمد (٣/ ٤٨١)، وهذا إسناد منقطع، كما بينه المؤلف، فإسناده ضعيف، وقد نبه على انقطاعه المزي في تهذيب الكمال (٥/ ٢٢٣) ولكن وصله البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦١) فهو حسن به.
(٤) دلائل النبوة (٥/ ٣٥٨).
(٥) الإصابة (٢/ ٤١١).
(٦) في أ، ط: "فلعل صاحبك" وأثبتنا ما في دلائل النبوة، ومجمع الزوائد (١٠/ ٣٧١).
(٧) أخرجه البخاري في التاريخ (٥/ ٢٤٩) وقال في الإصابة (٢/ ٤١١): "أخرجه البخاري في تاريخه والحارث بن أبي أسامة وابن منده". أقول: وهو حديث حسن.