للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه مسلم في الأطعمة (١)، عن عبد بن حُميد، عن القعنبي، عن الدراوردي، عن يحيى بن عُمارة بن أبي حسن الأنصاري، المازني، عن أبيه، عن أنس بن مالك، بنحو ما تقدم.

[طريق أخرى]

ورواه مسلم في الأطعمة أيضًا (٢)، عن حرملة، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد اللَّيثي، عن يعقوب بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس كنحو ما تقدم.

قال البيهقيّ (٣): وفي بعض حديث هؤلاء: ثم أكلَ رسولُ اللّه ، وأكلَ أهلُ البيت، وأفضلوا ما بلغَ جيرانَهم.

فهذه طرق متواترة عن أنس بن مالك أنه شاهدَ ذلك، على ما فيه من اختلاف عنه في بعض حروفه. ولكن أصلَ القصة متواترٌ لا محالة كما ترى، وللّه الحمد والمنة؛ فقد رواه عن أنس بن مالك: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، وبكر بن عبد اللّه المُزَني، وثابت بن أسلم البناني، والجعد أبو (٤) عثمان، وسعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، وسِنان بن ربيعة، وعبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي طلحة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن عبد اللّه بن أبي طلحة، ومحمد بن سيرين، والنضر بن أنس، ويحيى بن عُمارة بن أبي حسن، ويَعقوب بن عبد اللّه بن أبي طلحة.

وقد تقدَّم في غزوة الخندق حديث جابر في إضافته على صاعٍ من شعير وعَناق (٥)، فعزمَ على أهل الخندق بكمالهم، وكانوا ألفًا -أو قريبًا من ألف- فأكلوا كلُّهم من تبك العَنَاق وذلك الصاع حتى شَبِعوا وتركوه كما كان، وقد أسلفنا بسنده ومتنه وطرقه، وللّه الحمد والمنة.

ومن العجيب الغريب ما ذكرَه الحافظُ أبو عبد الرحمن بن محمد بن المنذر الهروي -المعروف بشكر- في كتاب "العجائب الغريبة" في هذا الحديث فإنه أسنده وساقه بطوله، وذكر في آخره شيئًا غريبًا، فقال: حَدَّثَنَا محمد بن علي بن طرخان، حَدَّثَنَا محمد بن مَسرور، أخبرنا هاشم بن هاشم -ويكنى بأبي برزة- بمكة في المسجد الحرام، حَدَّثَنَا أبو كعب البداح بن سهل الأنصاري من أهل المدينة، من الناقلة الذين نقلهم هارون إلى بغداد، سمعتُ منه بالمَصِّيصة، عن أبيه سهل بن


(١) رواه مسلم في صحيحه (٣/ ١٦١٣).
(٢) رواه مسلم في صحيحه (٣/ ١٦١٤).
(٣) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٩١).
(٤) في الأصل والمطبوع: الجعد بن عثمان. والتصحيح من تقريب التهذيب (١/ ١٢٨) ومما سبق، فهو الجعد بن دينار، أبو عثمان اليشكري.
(٥) "عناقًا": الأنثى من أولاد المعز.