للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيش، وضبطت [الأموال] والأحوال جيدًا، وأرسلت إلى الخليفة تسأل منه أن يكون ولدها محمود ملكًا بعد أبيه، وأن يخطب له على المنابر، فأجابها إلى ذلك.

[وأرسل إليه بالخلع، وبعث يعزِّيها ويهنئها مع وزيره عميد الدولة ابن جَهير] (١) وكان عمر الملك محمود [يومئذ] خمس سنين، ثمّ سارت به نحو أصبهان لتوطّد له الملك، فدخلوها فتمّ لهم مرادهم، وخُطِبَ له في جميع البلدان حتى في الحرمين، واستُوزر له تاج الملك أبو الغنائم المرزبان بن [خسرو]، وأرسلت أم الملك محمود تسأل له من الخليفة أن يجعل ولايات العمال إليه [فامتنع الخليفة، ووافقه الغزالي] وقال: هذا لا يسيغه الشرع [وأفتى العلماء بجواز ذلك منهم المتطيب بن محمد الحنفي، فلم يعمل إلا بقول الغزالي.

وانحاز أكثر جيش السلطان إلى ابنه الآخر بركياروق فبايعوه وخطبوا له بالريّ [وانفردت الخاتون وولدها ومعهم شرذمة قليلة من الجيش والخاصكية] (٢) فأنفقت الخاتون ثلاثين ألف ألف دينار لقتال بركياروق بن ملك شاه فالتقوا في ذي الحجة، فكانت الخاتون هي المنهزمة، ومعها ولدها، وقد ثبت في "صحيح البخاري" (٣): "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة".

وفيها: جاء بَرَدٌ شديد بالبصرة وزن البرَدة الواحدة منه خمسة أرطال إلى ثلاثة عشر رطلًا، فأتلفت شيئًا كثيرًا من الأشجار، وجاء ريح عاصف قاصف فألقى عشرات الألوف من النخيل أيضًا ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠].

[وفي ذي القعدة اعترضت بنو خفاجة للحجيج، فقاتلهم من في الحجيج من الجند مع الأمير خمارتكين فهزموهم، ونهبت أموال الأعراب، فلِلَّه الحمد والمنّة].

وفي هذه السنة: ملك تاج الدولة تتش صاحب دمشق مدينة حمص، وقلعة عَرْقَة، وقلعة أفامية، معه قسيم الدولة آقسنفر، [وكان السلطان قد جهز سريّة إلى اليمن صحبة سعد الدولة كوهرائين، وأمير آخر من التركمان، فدخلاها وأساءا فيها السيرة، فتوفي سعد الدولة كوهرائين يوم دخوله إليها في مدينة عدن، ولله الحمد والمنّة] (٤).

[وممن توفي فيها من الأعيان]

جعفر بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن (٥) أبو الفضل التميمي المعروف


(١) زيادة من (ب) و (ط).
(٢) زيادة من (ب) و (ط).
(٣) برقم (٤٤٢٥) في المغازي، باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر.
(٤) زيادة من (ب) و (ط).
(٥) المنتظم (٩/ ٦٤)، سير أعلام النبلاء (١٩/ ١٣١)، الوافي بالوفيات (١١/ ١٦٧)، شذرات الذهب =

<<  <  ج: ص:  >  >>