للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر، فلم يمكِّنه سليمان، ثم بعث إليه فصالحه وقال له: ما عَرَض لي أمرٌ يهمُّني إلا خطرتَ على بالي (١).

وقد ذكرنا (٢) أنَّه لما حضرتْ سليمانَ بن عبد الملك الوفاة أوصى بالأمر من بعده إلى عمر بن عبد العزيز، فانتظم الأمر على ذلك، ولله الحمد.

فصل وقد كان منتظرًا فيما يؤثر من الأخبار (٣)

قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون، حدّثنا عبد الله بن دينار قال: قال ابنُ عمر: يا عجبًا!! يزعمُ الناسُ أنَّ الدنيا لا تنقضي حتى يليَ رجلٌ من آلِ عمر، يعمل بمثل عَمل عمر، قال: وكانوا يرَونَهُ بلالَ بنَ عبد الله بن عمر - قال: وكان بوجهه أثر - فلم يكنْ هو، وإذا هو عمر بن عبد العزيز، وأمُّه ابنةُ عاصم بن عبد الله بن عمر بنِ الخطاب (٤).

وقال البيهقي (٥): أنبأ الحاكم، أنبأ أبو حامد أحمد بن علي المقرئ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عفان، حدّثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق، عن جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: بلَغَنا أنَّ عمر بن الخطاب قال: إن من ولدي رجلًا بوجهِه شَيْن، يَلي فيملأُ الأرضَ عدلًا. قال نافع من قِبَله: ولا أحسبُه إلَّا عمرَ بنَ عبد العزيز.

ورواهُ مبارك بن فضالة عن عبيد الله عن نافع، قال: كان ابنُ عمر يقول: ليت شعري مَنْ هذا الذي من ولدِ عمر في وجهه علامة يملأُ الأرضَ عَدْلًا (٦)؟

قال وهيب بن الورد: بينما أنا نائمٌ رأيتُ كأنَّ رجلًا دخلَ من باب بني شيبةَ وهو يقول: يا أيها الناس! ولي عليكم كتاب الله. فقلت: مَنْ؟ فأشار بيده إلى ظهره، فإذا مكتوب عليه ع م ر؛ قال: فجاءَتْ بيعةُ عمر بن عبد العزيز (٧).

وقال: بَقِيَّةُ عن عيسى بن أبي رَزين: حدّثني الخُزَاعي عن عمر بن عبد العزيز، أنه رأى رسول الله


(١) انظر تاريخ ابن عساكر (٥٤/ ١٢٢).
(٢) انظر ٩/ ١٨١، ١٨٢ (ق).
(٣) هذا العنوان ليس في (ح)، وهو من (ب، ق).
(٤) الخبر في تاريخ ابن عساكر (٥٤/ ١٢٣) من طريق الطيالسي وغيره.
(٥) في دلائل النبوة (٦/ ٤٩٢).
(٦) تاريخ ابن عساكر (٥٤/ ١٢٣).
(٧) تاريخ ابن عساكر (٥٤/ ١٢٤) عن حلية الأولياء (٥/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>