للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالوا: يا رسولَ اللّه ألا وضوء؟ فقال: "قد فرغ الوضوء" (١).

وقد رواه مسلم (٢)، عن أحمد بن يُوسف السلميّ، عن النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس، عن أبيه سلمة، وقال: فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جُرُبَنا.

وتقدَّم (٣) ما ذكرَه ابنُ إسحاق في حفر الخندق، حيث قال: حدَّثني سعيد بن مِيناء؛ أنه قد حُدِّث أن

ابنةً لبشير بن سعد -أخت النُّعمان بن بشير- قالت: دعتني أُمّي عمرةُ بنتُ رَواحة، فأعطتني جَفنةً من تمر

في ثوبي، ثم قالت: أين بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد اللّه بغدائهما. قالت: فأخذتُها فانطلقتُ بها،

فمررتُ برسول الله وأنا ألتمسُ أبي وخالي، فقال: "تعالي يا بنية! ما هذا معك؟ "قالت: قلت:

يا رسول اللّه، هذا تمرٌ بعثتني به أمّي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد اللّه بن رواحة يتغديانه. فقال:

"هاتيه" قالت: فصببتُه في كفّي رسولِ اللّه فما ملأَتهما، ثم أمر بثوبٍ فبُسِطَ له، ثم دعا بالتمر فنُبِذَ

فوق الثوب، ثم قال لإنسان عندَه: "اصرخ في أهل الخندق أن هلمَّ إلى الغداء" فاجتمع أهلُ الخندق

عليه، فجعلُوا يأكلون منه وجعلَ يزيدُ حتى صدرَ أهلُ الخندق عنه، وإنه ليسقطُ من أطرافِ الثوب.

قصّةُ جابر ودَينُ أبيه وتكثيرُه التَّمرَ

قال البخاري في "دلائل النبوة" (٤): حَدَّثَنَا أبو نُعيم، حَدَّثَنَا زكريا، حدَّثني عامر، حدَّثني جابر؛ أن أباه تُوفيَ وعليه دينٌ، فأتيتُ النَّبِيَّ فقلتُ: إن أبي تركَ عليه دَينًا، وليس عندي إِلَّا ما يُخرجُ نخلُه، ولا يبلغُ ما يُخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكيلا يَفحش علي الغرماءُ، فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا، ثم آخر، ثم جلسَ عليه، فقال: "انزعوه" فأوفاهم الذي لهم ويقي مثل ما أعطاهم (٥).

هكذا رواه هنا مختصرًا.

وقد أسندَه من طرق، عن عامر بن شراحيل الشَّعبي عن جابر به.

وهذا الحديثُ قد رُوي من طرق متعددة عن جابر (٦)؛ بألفاظ كثيرة، وحاصلُها أنه ببركةِ


(١) رواه أبو يعلى في مسنده (١/ ٥٦٠).
(٢) رواه مسلم في صحيحه رقم (١٧٢٩) في اللقطة.
(٣) تقدم ذلك في السيرة النبوية.
(٤) المراد به: باب علامات النبوة في الإسلام في صحيح البخاري.
(٥) رواه البخاري في صحيحه رقم (٣٥٨٠) في المناقب.
(٦) روى البخاري حديث جابر في صحيحه رقم (٢١٢٧) في البيوع، وأطرافه في (٢٣٩٥) و (٢٣٩٦) و (٢٤٠٥) و (٢٦٠١) و (٢٧٠٩) و (٢٧٨١) و (٣٥٨٠) و (٤٠٥٣) و (٦٢٥٠)، والنسائي (٦/ ٢٤٥ - ٢٤٦) في الوصايا، وأبو داود في سننه رقم (٢٨٨٤) في الوصايا أيضًا.