للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

الشيخ الصالح (١): أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله (٢) كان فاضلًا، وكتب حسنًا، نسخ "التنبيه" (٣) و "العمدة" (٤) وغير ذلك، وكان النّاس ينتفعون به ويقابلون عليه ذلك ويصحِّحون عليه، ويجلسون إليه عند صندوق كان له في الجامع، توفي ليلة الإثنين سادسِ محرّم ودُفن بالصُّوفية، وقد صحّحْتُ عليه في "العُمْدة" وغيره.

الشيخ شهاب الدين الرومي (٥): أحمد بن محمد بن إبراهيم بن المراغي، درَّس بالمُعِيْنيّة (٦)، وأمَّ بمحراب الحنفيَّة بمَقْصورتهم الغربية إذ كان محرابهم هناك، وتولّى مشيخة الخاتُونيّة، وكان يؤُمّ بنائب السلطان الأَفْرم، وكان يقرأ حسنًا بصوت مليح، وكانت له مكانةٌ عنده، وربما راح إليه الأَفْرم ماشيًا حتى يدخل عليه زاويته التي أنشأَها بالشرف (٧) الشمالي على الميدان الكبير، ولما توفي بالمحرم ودفن بالصّوفية قام ولداه عماد الدين وشرف الدين بوظائفه.

الشيخ الصَّالح العَدْل (٨): فخر الدين عثمان بن أبي الوفاء بن نعمة الله الأعزازي، كان ذا ثروة من المال، كثيرَ المروءة والتلاوة، أدّى الأمانة في ستِّين ألف دينار وجواهر لا يعلمُ بها إلا الله ﷿، بعد ما مات صاحبُها مجرّدًا في الغَزَاة وهو عز الدين الجرَّاحي نائبُ غَزَّة، أودعه إياها فأَدَّاها إلى أهلها أثابَهُ الله. ولهذا لما مات يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ربيع الآخر حضر جنازته خلقٌ لا يعلمهم إلا الله تعالى، حتى قيل: إنَّهم لم يجتمعوا في مثلها قبل ذلك، ودفن بباب الصغير .

قاضي القضاة (٩): جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن يوسف الزَّواوي قاضي المالكية بدمشق، من سنة سبع وثمانين وستمئة، قدم مصر من المغرب واشتغل بها، وأخذ عن مشايخها، منهم


(١) لم أقع على ترجمة له.
(٢) في ط: المنتزه.
(٣) التنبيه في معرفة الأحكام، لشرف الدين بن أبي عصرون، عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن أبي عصرون مات سنة (٥٨٥ هـ). وفيات الأعيان (٣/ ٥٣ - ٥٧) الدارس (١/ ٣٩٩).
(٤) العمدة في الفقه لوجيه الدين بن المنجا.
(٥) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ٢٤٢) والدارس (١/ ٥٩٠) و (٢/ ١٤٥).
(٦) في ط: العينية، والمعينية مدرسة للأحناف مقابل باب الفرج في الطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية. منادمة الأطلال (ص ٢٠٣).
(٧) في ط: الشرق.
(٨) لم أقع على ترجمة له.
(٩) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٤٤٨) وفيه محمد بن سليمان بن سومر. والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٣٩) وفيه: ابن سويد، ونقله عن عقد الجمان والسلوك، والدارس (٢/ ١٢) وفيه: ابن سوير.

<<  <  ج: ص:  >  >>