للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رمضان باشر علاء الدين علي بن القاضي محيي الدين بن فضل اللَّه كتابة السر بمصرَ بعد وفاة أبيه كما ستأتي ترجمته، وخلع عليه وعلى أخيه بدر الدين، ورُسم لهما أن يحضُرا مجلس السلطان، وذهب أخوه شهاب الدّين إلى الحج.

وفي هذا الشهر سقط بالجانب الغربي من مصرَ برَد كالبيض وكالرمَّان، فأتلف شيئًا كثيرًا، ذكر ذلك البرزالي، ونقله من كتاب الشِّهاب الدِّمياطي.

وفي ثالث عشري رمضان درس بالقبة المنصورية بمشيخة الحديث شهاب الدين العسجدي عوضًا عن زين الدين الكتاني توفي، فأورد حديثًا من "مسند الشافعي" بروايته عن الجاولي بسنده، ثم صرف عنها في الحجَّة بالشيخ أثير الدين أبي حيان، فساق حديثًا عن شيخه ابن الزبير ودعا للسلطان وحضر عنده القضاة والأعيان، وكان مجلسًا حافلًا.

وفي ذي القعدة حضر تدريس الشَّامية البرانية قاضي القضاة شمس الدين بن النقيب عوضًا عن القاضي جمال الدين بن جملة توفي، وحضر خلق كثير من الفقهاء والأعيان (١)، وكان مجلسًا حافلًا.

وفي ثاني ذي الحجة درَّس بالعادلية الصغيرة تاج الدين عبد الرحيم ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني عوضًا عن الشيخ شمس الدين بن النقيب بحكم ولايته الشامية البرّانية، وحضر عنده القضاة والأعيان (٢).

وفي هذا الشهر درّس القاضي صدر الدين بن القاضي جلال الدين بالأتَابكية، وأخوهما (٣) الخطيب بدر الدين بالغزالية والعادلية نيابة عن أبيه. انتهى واللَّه أعلم.

وممّن توفي فيها من الأعيان:

الأمير الكبير بدر الدين محمد (٤) بن فخر الدين عيسى بن التركماني: باني جامع المِقْياس (٥) بديار مصر في أيام وزارته بها، ثم عزل عنها (٦) أميرًا إلى الشام، ثم رجع إلى مصر إلى أن توفي بها في خامس ربيع الآخر، وتوفي بالحُسَيْنيّة، وكان مشكورًا.


(١) الدارس (١/ ٢٨٥).
(٢) الدارس (١/ ٣٧٠).
(٣) في ط: أخوه.
(٤) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ١٣٢) وفيه وفاته سنة (٧٢٦) هـ وهذا وهم، إذ خلط بينه وبين ابنه. والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٦٩).
(٥) ويعرف بجامع التركماني. قال المقريزي في خططه: إنه من الجوامع المليحة أنشأه الأمير بدر الدين محمد التركماني في المقس ومات عن سعادة طائلة بالمقس في ربيع الأول سنة (٧٣٨) هـ النجوم الهامش ٣.
(٦) ليست في ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>