للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحسنَ إسلامُه، ثم هلكَ بعدَ رسولِ الله قبل رِدّة أهل البحرين، والعلاءُ عندَه أميرًا لرسول الله على البحرين.

ولهذا روى البخاري (١) من حديث إبراهيم بن طَهْمان عن أبي جَمْرَة (٢) عن ابن عباس. قال: [إنّ] (٣) أول جمعة جُمِّعت [بعد جمعة جمعت] (٣) في مسجد رسول الله في مسجد عبد القيس بجُواثى من البحرين.

وروى البخاري (٤) عن أم سلمة: أن رسول الله أَخَّر الركعتين بعد الظهر بسبب وفد عبد القيس، حتى صلّاهما بعد العصر في بيتها.

قلت: لكن في سياق ابن عباس ما يدلّ على أنَّ قدومَ وفد عبد القيس كانَ قبلَ فتحِ مكة، لقولهم وبيننا وبينك هذا الحيّ من مُضَر، لا نصل إليك إلا في شهر حرام، والله أعلم.

قصة ثُمامة ووفد بني حنيفة ومنهم (٥) مسيلمة الكذاب

قال البخاري (٦) باب وفد بني حنيفة وقصة ثمامة بن أُثَال: حدّثنا عبد الله بن يوسف، حدّثنا الليث بن سعد، حدّثني سعيد بن أبي سعيد [أنّه] (٧) سمع أبا هريرة قال: بعث النبي خيلًا قِبَل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثُمامة بن أُثالٍ، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبيّ فقال: "ما عندكَ يا ثُمامةً؟ " قال: عندي خيرٌ يا محمد، إن تَقْتُلْني تَقْتُلْ ذا دمٍ، وإن تُنْعِم تُنْعِمْ على شاكر، وإن كنتَ تُريد المالَ فَسَلْ منه ما شئتَ. فتركَه حتّى كان الغد، ثم قال له: "ما عندك يا ثمامةُ". فقال: عندي ما قلتُ لك، إن تُنْعِمْ تُنْعمْ على شاكرٍ، فتركَه حتى [كان] (٧) بعد الغد فقال: "ما عندكَ يا ثمامةُ؟ " فقال: عندي ما قلتُ لكَ. فقال: "أطلقوا ثمامة"، فانطلق إلى نَجْلٍ (٨) قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغضَ إليّ من وجهك، فقد أصبحَ وجهُكَ أحبَّ الوجوه إلي، والله ما كان [من] (٩) دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ إليّ، والله ما كان من بلد


(١) صحيح البخاري رقم (٨٩٢) في الجمعة.
(٢) في المطبوعة: (حمزة) تحريف. وقد تقدم.
(٣) ساقطة من أ وط.
(٤) صحيح البخاري (٤٣٧٠).
(٥) في ط ومعهم.
(٦) صحيح البخاري رقم (٤٣٧٢) في المغازي باب وفد بني حنيفة. وانظر طبقات ابن سعد (١/ ٣١٦ - ٣١٧).
(٧) الزيادة من صحيح البخاري.
(٨) النَّجْل: الماء السائل (القاموس: نجل) وفي هامش صحيح البخاري: "وفي نسخة نخل". وكذا في أ وط.
(٩) الزيادة من صحيح البخاري.