للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جرير (١): حدَّثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرنا أبو صخرٍ، أنه سمِع أبا معاوية البجليَّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصَّهباء البكريَّ وهو يقول: سألت عليَّ بن أبي طالب عن يوم الحجِّ الأكبر فقال: إن رسول الله بعث أبا بكر بن أبي قحافة يُقيمُ للناس الحجَّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من "براءة" حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة، فلمَّا قضى خطبته التفت إليَّ فقال: قمْ يا عليُّ فأدِّ رسالة رسول الله . فقمتُ، فقرأتُ عليهم أربعين آيةً من "براءة"، ثم صدرنا حتى أتينا منىً، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حُضورًا كلُّهم خطبة أبي بكر، ، يوم عرفة، فطفقْت أتتبَّعُ بها الفساطيط أقرؤها عليهم. قال عليُّ: فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عَرَفة.

وقد تقصَّيْنا الكلام على هذا المقام في "التفسير" (٢) وذكرنا أسانيد الأحاديث والآثار في ذلك مبسوطًا بما فيه كفايةٌ، ولله الحمد والمِنَّة.

قال الواقديُّ (٣): وقد كان خرج مع أبي بكر من المدينة ثلاثمائة من الصحابة، منهم عبد الرحمن بن عوف، وخرج أبو بكر معه بخمس بدَنات، وبعث معه رسول الله بعشرين بدنة، ثم أردفه بعليٍّ، فلحقه بالعرج فنادى بـ "براءةٌ" أمام الموسم.

* * *

[فصل]

كان في هذه السنة -أعني في سنة تسعٍ- من الأمور الحادثة غزوة تبوك في رجب منها كما تقدم بيانه.

قال الواقديُّ (٤): وفي رجبٍ منها مات النجاشيُّ صاحب الحبشة ونعاه رسولُ الله إلى الناس.

وفي شعبان منها -أي من هذه السنة- توفِّيت أمُّ كُلْثوم بنتُ رسول الله (٥)، فغسَّلتْها أسماءُ بنتُ عُميس، وصفية بنت عبد المطلب، وقيل: غسَّلها نسوةٌ من الأنصار فيهن أمُّ عطية.


(١) انظر "تفسير الطبري" (١٠/ ٦٧).
(٢) انظر "تفسير القرآن العظيم" للمؤلف (٤/ ٤٤).
(٣) انظر "تاريخ الطبري" (٣/ ١٢٢).
(٤) انظر "تاريخ الطبري" (٣/ ١٢٢) و"شذرات الذهب" (١/ ١٢٨) بتحقيقي.
(٥) انظر "شذرات الذهب" (١/ ١٢٨).